Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2020

ربابعة يحاضر في بيت الثقافة والفنون حول «فائض الكلام»

 الدستور - نضال برقان

 
بدعوة من «مركز اعلم وتعلم»، وبيت الثقافة والفنون، قدم الدكتور يوسف ربابعة محاضرة بعنوان «فائض الكلام»، وذلك يوم الثلاثاء الماضي، وأدار اللقاء الدكتور أحمد ماضي، حيث بدأ د. ربابعة محاضرته بطرح سؤال مهم وهو: فائض الكلام: هل يكون العالم أجمل بالصمت؟
 
وقال المحاضر: «من الناحية التاريخية، بحث النقاد والبلاغيون العرب القدماء في مصطلحات الإيجاز و المساواة والإطناب والحشو، وهي أربعة مصطلحات مترابطة، وذلك في قسم من البلاغة القديمة أطلقوا عليه اسم (علم المعاني). فقالوا في تعريف الإيجاز إنه أداء المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة، كما ذهب بضعهم إلى التسوية بين البلاغة و الإيجاز فقالوا:» البلاغة الإيجاز». وقد تحدث الشعراء والنقاد والمفكرون مؤكدين أهمية الإيجاز في الشعر وفي سواه من فنون القول. ويدفعنا توكيدهم على أهمية الإيجاز إلى استنباط نوع من الرفض الضمني للفائض اللغوي وإن لم يرد هذا المصطلح صراحة فيما قالوا أو كتبوا؛ فتصريحاتهم تنطوي، وفي تلميح هو أفصح من التصريح، على أن الفائض اللغوي يمثل عبئاً على النص الأدبي عموماً وعلى النص الشعري على وجه الخصوص. يقول شكسبير «الإيجاز هو روح الطرافة والإبداع»، أما نيتشة «فيطمح إلى أن يقول في عشر جمل فقط ما يقوله الآخرون في كتاب كامل»، ويرى الشاعر الأمريكي أدغار ألان بو أن للشعر مستلزمات أساسية أربعة هي «الإيجاز والموسيقى والمعرفة واللا عاطفيّة». ويرى أنطون تشيخوف «أن الإيجاز قرين الموهبة». ويرى ربيع مفتاح: إذا كان المرء يجيد الكتابة، فهذا يعني أنه يجيد الاختصار».
 
وأضاف المحاضر: «والحقيقة أننا لم نعثر على قول واحد يمتدح الاطناب أو يجعله شرطاً من شروط البلاغة. والاطناب، كما نعلم. ومن هنا نستنتج أن الإيجاز أمر جوهري في كل أنواع القول في حين أن الفائض اللغوي من عيوب الكتابة الأدبية في الشعر والنثر معاً. وبناءً على ذلك فإن مسألة تأرجح كثير من النصوص بين مزايا الإيجاز ومضار الفائض اللغوي تشير إلى اضطراب في وعي شروط الكتابة الأدبية في الأجناس الأدبية كافة لأنها لا تختص بجنس دون سواه، أو بتيار أدبي معين أو مرحلة أدبية معينة؛ فالإيجاز هدف يسعى له الشعراء والكتاب كافة في كل العصور والثقافات وإن كانت الأدلة المتحصلة من الفحص الدقيق لنتاجاتهم الأدبية تظهر لنا أنه يكاد يتعذر وجود نص شعري أو نثري لا يحتوي على فائض لغوي؛ بيد أنه، وفي مجال النقد التطبيقي، لا يمكن اتخاذ القول بوجود الفائض اللغوي في السواد الأعظم من النصوص الأدبية مسوغاً لتمرير كل ما يكتبه الشاعر أو الناثر».
 
ثم دار الحوار والأسئلة بين الحضور والدكتور ربابعة حول موضوعات متعددة، منها: هل اللغة هي نحن؟ وأجاب بما يأتي: الشائع هو أن اللغة فطرية، أو بمعنى آخر أنها مطبوعة في جيناتنا، وهي متشابهة عند جميع أصناف الجنس البشري. ولنعوم تشومسكي مقولته الشهيرة: «لو أن هناك علماء على كوكب المريخ فلا بد أن يستنتجوا أن جميع الأرضيين يتحدثون بلهجات مختلفة للغة واحدة. فجميع اللغات تتشارك أساسًا في قواعد لغوية عالمية ومفاهيم معينة ودرجة من التعقيد المنهجي، وهذا ما تتفق عليه النظريات.» يرى أغلب اللغويين حاليًا ويأتي في مقدمتهم تشومسكي  أن الجوانب التي تستحق الدراسة فيما يخص اللغة هي تلك التي تفصح عن كيفية قيام اللغة بالتعبير عن طبائع الإنسان، كما أن هناك اتفاق واضح على أن أي تأثير للغة الأم على طريقة تفكيرنا هو تافه ولا يستحق الاهتمام، وأننا في الأساس جميعًا نفكر بطريقة واحدة، فهم يرون أن «الإنسان يولد بدماغ مزود بمعدات خاصة وببنيات نحو محنكة تغني الطفل عن تعلم تلك البنيات عندما يبدأ في اكتساب لغته الأم. فتعكس قواعد النحو طبيعة إنسانية عالمية حسب التوليديين، أما تلك الاختلافات بين بنيات قواعد النحو المختلفة فليست أكثر من اختلافات سطحية لا أهمية لها». إن اللغويين لم يصلوا لقرار أكيد في مسألة العلاقة بين اللغة وفكر أصحابها وسلوكهم.