الراي - زمان كانت سيارة (اللادا) الروسية , مفخرة البسطاء والفقراء في الأردن ..وكانت رخيصة متينة , وفي متناول كل موظف ...وأتذكر أن أبي اشترى واحدة برتقالية اللون ذات مرة ...

 

لكن من مشكلات هذه السيارة , أنها بعد أن تصل (40) ألف كيلو ..(بتهر) كما يقال بالعامية , أو بمعنى اخر :- تكثر أزماتها ...أنا مثل (اللادا) تماما هكذا كنت أقول لصاحبي ونحن نصعد شارع الأمير محمد مساء أمس وقد أعيانا التعب ...مثلها تماما كما قلت :- متين جيد وفي متناول الفقراء والبسطاء فقد أمضيت العمر أكتب عنهم , ولكن أزماتي كثرت ... 

 

أول أزمات سيارة (اللادا) أنها , في الصبح تحتاج (للدفش) من أجل تشغيلها فهي تهرب الكهرباء , وغالبا لا يشعل محركها المفتاح ...وأنا مثلها صرت في الصباح أحتاج (للدفش) من أجل الصحو ...

 

من مشاكل اللادا بعد الأربعين الفا , أن وميض الأضواء يخفت ويتعطل ..أنا مثلها , صرت احتاج لنظارات كي أقرأ الصحف في الصباح ...

 

وهي أيضا , تواجه مشاكل عديدة ..في (البريك) يقال أن المكابح فيها تصبح غير امنة ,بعد الأربعين الفا من الكيلومترات أنا مثلها فلم يعد لدي في الكتابة مكابح , بعض اصدقائي قالوا عني حين أوقفت قبل عامين على خلفية مقال (عبدالهادي هورت معو) ...ولا أعرف متى تصلح مكابحي ..

 

ومن مشاكل (اللادا) أيضا أنها (بتحمى) في أول صعود قوي , وأنا مثلها أحس بأني (أحمى) بل أبدأ بالتصبب عرقا ..مما يجبر السائق إيقافها من أجل تبريد المحرك ..وأمس شعرت بالأمر حين وقفت في طلعة شارع الأمير محمد أنا وصديقي من أجل التبريد...

 

اشترك أيضا مع (اللادا) في صفة مهمة , وهي ..أنها سيارة , لا ترضي النساء فهن يعشقن , السيارات السريعات ..الفارهات , وأنا خلقت على الدنيا بطيئا وكسولا ..ولم أكن في يوم من الأيام أنيقا , لهذا مامرت اللادا من شارع وخطفت عيون أنثى أبدا ..وأنا مثلها ما مررت من شارع ..ورمقتني أنثى بنظرها يوما ...

 

بصراحة أنا بعد الأربعين سنة , مثل (اللادا) بعد الأربعين ألفا ...بعبارة أخرى أنا (لادا) ..

 

Hadi.ejjbed@hotmail.com