Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2020

صفقة القرن.. المستتر والمخفي!!*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي

عندما يأتي الحديث عن صفقة القرن وتداعياتها يتمحور التحليل في كل الأوقات وحتى على صعيد جهابذة القراء السياسيين والمراقبين الدوليين والاقليميين على موضوعين أساسيين الأردن بإطاره الجغرافي والسياسي أي انعكاسات تلك الصفقة على الأردن وعلى السلطة الفلسطينية لا أحد تنبه أن جزءاً أساسياً من صفقة القرن يكمن في التمهيد الصهيوني لإعلان يهودية الدولة كيف ذلك فإعلان يهودية الدولة يعني العودة لمصطلح الترانسفير أي التهجير القسري بسمة عرقية لفلسطينيي المثلث والجليل والنقب وذلك من خلال استحداث ما كان الصهاينة يعتبرون أنه الجزرة التي يمكن أن تغري «السلطة» لضمان موافقتها على هذا المشروع وهو بكل تدقيق وتمحيص ودون خجل بالنظر إلى تصريحات المحللين الصهاينة في القناة الثانية والعاشرة الصهيونية، هناك يتداول مفهوم تبادل الأراضي وهي التخلي عن جزء كبير من أراضي المثلث في الجليل الأعلى لصالح دولة فلسطين كما يراها الصهاينةـ أي بشكل مباشر ودون مواربة التخلص من المعركة الديمغرافيه التي تقض مضاجع مراكز الدراسات والبحوث الصهوينة بأن بقاء حجم التوالد الفلسطيني في الخط الأخضر سيشكل تهديداً سكانياً خلال العشر سنوات القادمة على البناء الفوقي للكيان والذي يضم سلطته التنفيذية والتشريعية، وهو ما ترجمته الانتخابات الأخيرة عندما شكل التحالف العربي في الكنيست الصهيوني ما نسبته 13% من حجم التمثيل وهذا يعني أنه الحزب الثالث في ترتيب القوى الممثله للأحزاب المكونه للكنيست وهي تجاوزت حصة حزب العمل التاريخي.
 
إذن هذا الخطر بات وشيكاً والحل الذكي عند الولايات المتحدة الأميركية واللوبي الصهيوني بتبادل بعض الأراضي بين السلطة والكيان الصهيوني وهو ما يعني تجميع فلسطينيي الـ 48 في تلك الأراضي واعتبارهم سكاناً فلسطينيين يخضعون للسلطة الفلسطينية، وهنا يضرب الكيان الصهيوني عصفورين في حجر واحد أولاً شرعنة المستوطنات والتخلص من الثقل السكاني لفلسطيني الـ 48 وانهاء تاريخي للتعددية الطائفية والدينية للكيان الصهيوني، كونه كيانا ذا سمة دينية وهوية طائفية محدده تنتمي الى الديانة اليهودية فقط لذلك كتبت عندما أعلن الكيان الصهيوني على طرح موضوع يهودية الدولة واقراره من الكنيست مقالة ومدونة تركز على المخاطر الاستراتيجية على فلسطينيي الخط الأخضر من اللون الأوحد للكيان الصهيوني وهذا لم يركز عليه الإعلام وغيبه حول مفهوم «صفقة القرن» وهذا هو جوهر التهويد الذي كان قد خطط له الكيان الصهيوني مسبقاً من خلال رفع العبء الديمغرافي الفلسطيني عن توسيع دائرة تمثيله بالكنيست الصهيوني وهذا الذي جعل الكيان الصهيوني غير قادر على تشكيل أي ائتلاف حكومي وبقيت دولة الاحتلال تتخبط في مراحل انتقالية لا تملك صلاحيات التقرير في القضايا الاستراتيجية وهذا ما سمعه النتن ياهو من الدولة العميقة في الكيان الصهيوني.
 
فأن التخلص من الأزمة السكانية في الكيان الصهيوني والوصاية الهاشمية تعتبران حجر الأساس المخفي والمستتر عن الاعلام في البنود المتسربة من صفقة القرن وهو جوهرها.