Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Oct-2019

برضه لتركيا كما لإيران*حمادة فراعنة

 الدستور-هل صدفة تزامنت الوقائع مع بعضها البعض، مظاهرات العراق الاحتجاجية ضد التدخل الإيراني في حياة العراقيين، ومظاهر العسكرة التركية واجتياح قواتها لشمال سوريا والمس بسيادتها، في الوقت نفسه الذي تفشل فيه مفاوضات استعمالات نهر النيل بين أثيوبيا ومصر في الخرطوم على خلفية تعبئة خزان سد النهضة التي تساهم في بنائه المستعمرة الإسرائيلية لأديس أبابا.

ثلاثة بلدان كبيرة قوية محاطة بالعالم العربي تصطدم مصالحها وتطلعاتها التوسعية وتسعى لمد نفوذها في قلب العالم العربي الذي بات ضعيفاً مترهلاً تسعى طهران وأنقرة وأديس أبابا، كل من طرفها لوراثته وخطف ما تستطيع من قلبه، إضافة إلى البلاء الاستعماري الأبشع الذي يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية: كامل فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان، ويتطاول على مقدسات المسلمين والمسيحيين في القدس وسائر فلسطين، ويعمل على تهويدها وأسرلتها.
اجتياح القوات التركية يوم الأربعاء 9 تشرين أول 2019، لشمال شرق الأراضي السورية وإزالة الستائر الحدودية على امتداد ريف الرقة إيذاناً للاحتجاج مع قصف جوي ومدفعي مكثف بهدف فرض منطقة آمنه واحتلال لما يقل عن ثلاثين كيلو متراً، مترافقاً مع أدوات سورية تابعة لتركيا مثيلة لمليشيات الحشد الشعبي الإيرانية في العراق، جميعها دالة على انحطاط الهيبة العربية في مواجهة تدخلات البلدان الثلاثة المحيطة بالعالم العربي إيران وتركيا وأثيوبيا، حينما ترى العدو الوطني والقومي والديني الإسرائيلي يفعل تماديه في قلب العالم العربي ويتطاول على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، بلا رادع سوى بسالة المقدسيين وشعبهم وامتدادهم على أرض فلسطين.
في الخمسينيات حينما تطاول العدوان الثلاثي على مصر، هبت جماهير العرب من المحيط إلى الخليج دفاعاً عن مصر عبد الناصر رفضاً للعدوان، بينما نشاهد أثام إيران وتركيا والمس بتدفقات النيل إلى السودان ومصر من قبل أثيوبيا وانتهاكات المستعمرة الإسرائيلية لأقدس مقدساتنا، يا «دوب» يصدر بيان من هنا وشجب من هناك، بلا فعل ولا أثر، لا من مجيب ولا مستجيب، حالة من الانهيار المعنوي والنفسي والأخلاقي، وكأن ما يجري على أرض العرب لا تعنيهم، كل يحاول أن يحمي رأسه في خيمته أو قصره، وهذه هي المصيبة، كأننا في مرحلة المماليك البائدة التي عادت بمظاهرها المخزية فارضة أدواتها على واقعنا مؤثرة على مستقبل أجيالنا.
شعب سوريا بعربه وأكراده، بمسلميه ومسيحييه، يستحق التضامن والاسناد المعنوي والمادي، فالكرد المستهدفون من حملة تركيا جزء من مكونات الشعب السوري، وهم يستحقون الكرامة والخصوصية والقومية المميزة والهوية الوطنية، فالظلم الواقع عليهم من البلدان التي ورثت تقسيم أرضهم هو الدافع لنضالهم، ولو وجدوا المساواة والعدالة والكرامة لما ظهرت لديهم مظاهر التمرد والاحتجاج والعمل على استعادة ما فقدوه، والخطوة التي بدأها الرئيس الراحل صدام حسين بإعطاء الكرد جزءاً من حقوقهم بالحكم الذاتي في شمال العراق هو المظهر الذي يجب أن تحذوه بلدان تقسيم أرض الكرد: سوريا وتركيا وإيران ولا خيار غير ذلك.
كما هتف العراقيون: إيران بره والعراق حرة، سيفعلها أهل سوريا: تركيا بره وسوريا حرة.