Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2017

ترمب يسقط الدور الأميركي كوسيط للسلام... - فيصل ملكاوي

 الراي - فعليا اسقط الرئيس الاميركي دونالد ترمب الدور التاريخي الاميركي كوسيط للسلام الذي انفردت به الولايات المتحدة باداراتها المختلفة خلال العقود الماضية ، وهو بالفعل مارس خطوات وقرارات غير مسبوقة لاي رئيس وادارة اميركية حيال السلام ولكن هذه المرة بالاتجاه الاكثر سوءا بقراره نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل متجاهلا العالم باسره وحتى المؤسسات الاميركية ودورها الذي ترعي فيه تاريخيا عملية السلام وان كانت اخفقت على مر العقود الماضية بفعل الصلف الاسرائيلي وعدم قيام الولايات المتحدة بالضعط الجدي على اسرائيل للالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها ومرجعياتها المختلفة لانهاء الصراع في الشرق الاوسط التي تشكل القضية الفلسطينية مركزه وقضيته الجوهرية.

 
الرئيس الاميركي ترمب يواصل عزل الولايات المتحدة الاميركية في العالم ، ويصر على مواصلة الشعبوية وسياسة التنصل من المؤسسة الاميركية بل خوض المعارك معها ،وتجاهل الحلفاء التاريخيين على الساحتين الدولية والاقليمية ، وعدم الاكتراث بالتداعيات الخطيرة لقرارته على الولايات المتحدة الاميركية ومصالحها بسوء العلاقات مع حلفاءها في كل مكان في العالم وفي هذه المرحلة اصراره على اختيار ان يرى قضية الشرق الاوسط برمتها وجوهرها الصراع العربي والاسرائيلي والقضية الفلسطينية بعيون رئيس حكومة اليمين الاسرائيلية الاكثر تطرفا في الحكومات الاسرائيلية ونسف كافة جهود السلام ومرجعياتها وكذلك نسف جهوده الذاتية لهذه العملية التي قال في بداية ولايته انه سيحقق حيالها حلا لم يسبقه اليه اي رئيس في الولايات المتحدة واي جهد بذل على المستوى الدولي.
 
رغم الشكوك الكبيرة التي انتابت الدول العربية التي لديها مشروعها الواضح للسلام الشامل والعادل في المنطقة ممثلا بمبادرة السلام العربية والمقر اسلاميا ويحظى باجماع دولي بنوايا وخطط الرئيس الاميركي دونالد ترمب حيال السلام الا ان الدول العربية والاسلامية ومعها المجتمع الدولي فضلت خلال الاشهر الماضية اعطاء الفرصة للرئيس الاميركي لاستجلاء الموقف وبلورة خطته للسلام وقابلت مبعوثيه وقدمت لهم تاريخ الصراع ومصير المبادرات السابقة ورؤيتها للحل الذي يخدم السلام في المنطقة والعالم.الاان رد الرئيس الاميركي جاء متجاهلا كل ذلك والاعلان باجراءات خطيرة تنسف الجهود الحالية والسابقة وتضع الدور الاميركي خارج الدور التاريخي برعاية السلام ونسف اي امكانية للشراكة او التعاطي او الثقة بكل ما يمكن ان يطرحه حيال عملية السلام فما يقوم به الرئيس ترمب هو ارتداد وتحول كامل باقصاء الدور الاميركي في هذه القضية استمرارا لنهجه الذي مارسه منذ اعتلائه سدة البيت الابيض بالتنصل من الدور الاميركي مع الشركاء على الساحة الدولية والاقليمية والغاء اتفاقات كثيرة والانفراد بالقرار في نهج غير مسبوق لاي رئيس او اي ادارة اميركية سابقة.
 
في هذه الايام يضع الرئيس الاميركي العالم باسره وليس فقط الدول العربية والاسلامية في حالة رفض وعدم ثقة مشروعه ، في امكانية مواصلة الدور الاميركي وسيطا للسلام ، لان قرارات الرئيس الاميركي بشان القدس تقول للعالم وللاسرة الدولية ، انتم لستم شركاء ، وان اجندة اليمين الاسرائيلي هي الاجندة المعتمدة لديه ، رغم ان مثل هذه الاجندة تحمل بذورالكوارث وتحظى بالرفض العربي والدولي وحتى رفضا في اجزاء من الخريطة السياسية الاسرائيلية التي ترى بالدليل القطعي ان نتنياهو مجرد عدو للسلام وشخص غارق في الفساد لا يمكن ان يكون شريكا للسلام باي حال وليس لدية اي اجندة اومشروع سوى تدمير اي جهد في هذا الاطار بل محاولته الدائمة لتصفية القضية الفلسطينية وادخال المنطقة في اتون الصراعات وتوفير الاجندات لدعاة التطرف والارهاب لاختطاف اجندات الحق والعدالة التي جاهد العالم كله لحربها واجهاضها.
 
القدس رغم قرارات الرئيس ترمب ستبقى مفتاح السلام وجوهره ،وهي محتلة من قبل اسرائيل بحكم كافة القرارات والمرجيعات الدولية ، وهناك على الاجندة الدولية مئات القرارات التي تؤكد هذه الحقائق ، وتعتبر كل قرارات الاحتلال باطلة حكما ومنعدمة اثرا كما هي قرارات الرئيس الاميركي الاخيرة ، التي اختار الرئيس ترمب الذي يضع نفسه امام العالم في صف حكومة اليمين الاسرائيلي بعدم الصلة والشراكة بالسلام ، والعالم الذي قاوم قرارات الرئيس الاميركي خلال الاشهر الماضية التي اثارت شكوك المجتمع الدولي واعادة النظر بالدور الاميركي حيال دورها القيادي العالمي سيواصل مع الدول العربية والاسلامية الاصرار على مرجعيات السلام وتحديدا دور القدس ورمزيتها التي لا يمكن قبول او نجاح اي جهد بتجاهلها او اسقاطها من اجندة السلام فهذا لم ينجح خلال تاريخ الصراع الطويل ولن ينجح هذه المرة والنتيجة الاكثر بروزا هي اليوم ان الرئيس ترمب اختار اخراج الولايات المتحدة من دورها القيادي في العملية السلمية.