Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Aug-2017

الملك ينتصر للحقوق الفلسطينية ويتمسك بالحرب على الإرهاب
 
رأينا
الراي - في زيارته الرسمية لكندا أعاد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال المباحثات التي اجراها مع الحاكم العام لكندا ديفيد جونستون كذلك مع رئيس الوزراء جاستن ترودو، التأكيد على المواقف الاردنية الواضحة والثابتة والمعلنة والمنسجمة مع القانون الدولي وبخاصة في ما يتعلق باحلال السلام في الشرق الاوسط الذي لا يمكن ان يتحقق إلاّ من خلال حل القضية الفلسطينية كما ان الانتصار على الارهاب لن يكون إلاّ من خلال نهج شمولي يتعدى المجالات العسكرية فضلا عن ان الازمات التي تعصف بالمنطقة وبخاصة الازمة السورية قد باتت امام اختبار حقيقي بعد ان تم تطبيق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا، والذي صمد حتى الان بفضل وضوح الموقف الاردني ودقة قراءته لطبيعة الازمة وكيفية البدء بحلها على اسس واتفاقات واضحة الامر الذي يأمل الاردن فيه بان يتم تطبيق نموذج الجنوب السوري في مناطق اخرى من سوريا ما سيسرع في وضع الازمة على سكة الحل.
 
وكما هي كل زيارات ولقاءات جلالة الملك للدول الشقيقة والصديقة والتي يبذل فيها جلالته كل جهوده وما يتمتع به من احترام وتقدير في مختلف عواصم العالم من اجل خدمة المصالح الوطنية العليا وفتح الآفاق امام الاستثمار العربي والاجنبي في بلدنا نظرا لما يتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي كبوابة لمعظم اسواق المنطقة وآسيا ناهيك عن البنى التحتية الحديثة والقوانين العصرية والمرونة التي تتمتع بها الاجراءات الادارية والقانونية امام المستثمر العربي والاجنبي ما اسهم في تكوين صورة ايجابية عن بلدنا الذي قال جلالة الملك وعن حق بان الاردن اليوم مركز حيوي للابتكار والابداع على مستوى الاقليم.
 
واذا كان جلالة الملك قد لفت الى مسألتين على درجة عالية من الاهمية على جدول الاعمال الدولي وهما القضية المركزية في المنطقة واكثر صراعاتها اثارة للخلافات وهي القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحرص الاردن على حل هذه القضية من خلال حل شامل وعادل يستند الى حل الدولتين، كذلك الحرب على الارهاب ومشاركة الاردن في التحالف الدولي لمحاربة داعش سعيا للقضاء على قوى الشر، فانما اراد جلالته ان يؤكد بان لا طريق لاطفاء الحرائق ومن اجل الوصول الى العالم الذي ننشد لنا ولابنائنا دون العمل الجاد والدفاع عن الحق.. لان ما يجمع الاردن مع كندا كما مع كل دول وشعوب العالم هو قيم التسامح والتعاطف والاحترام المتبادل والمساواة وكرامة الانسان وايضا التصدي لمن يسعون الى الكراهية والفرقة والترويج للفكر المتطرف، ما يستدعي ايضا ودائما تكريس نهج شمولي من اجل الانتصار في الحرب على الارهاب والتطرف الديني، هذا النهج الذي يتعدى المجالات العسكرية والامنية ليتضمن ايضا الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والفكرية رغم ان هذا الابعاد تتطلب وقتا الا ان مقاربتها يجب ان تكون متلازمة وموازين للمجالات العسكرية والامنية.
 
مباحثات جلالة الملك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والتصريحات التي أدلى بها جلالته ورئيس الوزراء ترودو عكست عمق علاقات الصداقة والتعاون بين عمان واوتاوا والافاق المفتوحة للارتقاء بها في مختلف المجالات فضلا عن دعوة جلالته ممثلي القطاع الخاص في البلدين الى تعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين الاردن وكندا وهي بالمناسبة اول اتفاقية من هذا النوع بين كندا ودولة عربية فضلا عن التعاون بين البلدين في مجالات عدة كبناء القدرات في قطاع التعليم ودعم القدرات الدفاعية وامن الحدود كذلك في تطلع الاردن الى التوسع في التعاون الاردني الكندي في مجالات واعدة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والتعليم التقني بالاضافة الى زيادة الاستثمارات المباشرة كما اكد على ذلك جلالة الملك.
 
لم تغب بالطبع مسألة العبء الذي يشكله اللجوء السوري على الاردن اقتصاديا وماليا وبنى تحتية ومرافق وخدمات وهو ما لفت اليه جلالته في الوقت ذاته الذي اكد فيه التزام الاردن بتقديم الدعم والمساعدة للاجئين ومهام حفظ السلام الدولي مقدرا جلالته ترحيب كندا باللاجئين السوريين متمنيا ان تستمر بتبني هذه السياسة الانسانية واحتضان السوريين القادمين من الاردن ودول اخرى في المنطقة كما تستمر كندا في تقديم الدعم للدولة المستضيفة للاجئين مثل الاردن بالقول والفعل وهو محل تقدير من الاردن.
 
زيارة جلالة الملك الرسمية لكندا ناجحة بكل المقاييس، حققت اهدافها وزادت من عمق العلاقة الاستراتيجية مع كندا وفتحت الافاق امام الارتقاء بها في كل المجالات.