Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

لماذا.. لا لقمة بيروت؟! - صالح القلاب

 الراي - لمن لا يتذكر أو لا يريد أن يتذكر ألمْ يقل بشار الأسد في خطابه في مبنى البرلمان السوري أمام "نواب" وصلوا إليه خلافاً لوصول نواب خمسينات القرن الماضي وقبل ذلك كردٍّ على إخراج قواته من لبنان: "إننا سنصبح فيه أقوى مما كنا عليه" وهذا هو ما حصل بالفعل فقد أصبح حزب االله، وبالطبع ومعه المخابرات السورية، التي زادت أعدادها عما كانت عليه بعشرات المرات، هو الذي يحكم بلاد الأرز كلها وأصبح القصر الجمهوري ليس هو الذي في بعبدا وإنما الذي في ضاحية بيروت الجنوبية.

وبالطبع فقد ثبت: "أن الخل أخ الخردل" وأن حركة "أمل" و"حزب االله" يرضعان من ثدْي واحد وأنه بين حسن نصر االله ونبيه بري، وللأسف، توزيع أدوار بإشراف الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأن هذه الحركة التي نعرفها، والتي أعطاها هذا الإسم القائد الفلسطيني الكبير الشهيد خليل الوزير (أبوجهاد) لم تعد موجودة ولم تصبح كتيبة في فيلق الولي الفقيه إلاً بعد غياب أول قائد لها الإمام موسى الصدر وبعد مرحلة إنتقالية بقيادة رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني وهكذا فإن هذا الهجوم المعيب الأخير على علم المجاهد الليبي الكبير الشهيد عمر المختار وعلم الدولة السنوسية الراشدة ما كان من الممكن أن يحصل إطلاقاً لو لم يجر تغيير هذه الحركة لتصبح مجرد إداة إيرانية ومجرد "برغ" صغير في جهاز مخابرات النظام السوري.
وهذا يعني أن الذي بات يحكم لبنان بعد غياب برلمانه وغياب حكومته وأيضاً غياب رئيسه وكل مؤسساته التنفيذية هو حزب االله وبعده بمسافة طويلة حركة "أمل" هذه التي جرى تكليف "زعرانها" بهذه المهمة القذرة الأخيرة مما يؤكد أن هذا البلد الجميل لم يعد موجوداً كدولة وعليه ومادام أنه بات يغرق في هذه الفوضى غير الخلاقة فإنه غير جائز أن ينعقد فيه حتى اجتماعاً طلابياًّ فكيف وإن هذا الإجتماع الذي يجري الحديث عنه هو قمة عربية من المفترض أن يحضرها القادة العرب كلهم وبمن فيهم المدرجون على قوائم الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وبالطبع فإن الأستاذ نبيه بري، الذي يعرف هذا كله ويعرف أكثر منه كثيراً، عندما يطالِبُ بتأجيل عقد هذه القمة وأنه لا ضرورة لعقدها في بيروت في هذه الفترة فإنه يعرف أنه إذا تم عقدها فإن الأمور لن تمر بسلام وأن بعض الذين سيحضرونها سيكون مصيرهم كمصير رفيق الحريري ومعه ذلك الرتل الطويل من الشهداء وقبل ذلك كمصير كمال جنبلاط والصحافي المبدع صاحب مجلة الحوادث سليم اللوزي.
إن لبنان بأهله وبطوائفه جميعها لا يزال، رغم إن واقعه السابق قد تغير كثيراً وأستُبْدِلَ بهذا الواقع المشؤوم، في قلوب العرب كلهم ولكن المشكلة أنه لم تعد هناك في اليد أي حيلة وحيث أن الذهاب إلى هذه القمة بالنسبة لبعض القادة غدا بمثابة ذهاب إلى الموت فحزب االله جاهزاً لتلقي تعليمات قاسم سليماني ومعه حركة "أمل" التي لم تعد تلك التي نعرفها عندما كان قائدها ذلك الرجل العظيم موسى الصدر.