Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2018

3 أسئلة مصيرية حول إسقاط الطائرة الروسية - يعقوف (ياشا) كدمي

 

هآرتس
 
الغد- النقاش العام في أزمة إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية في سماء سورية هو نقاش ضحل، سطحي، يجانب الواقع، ويقود إلى تحليل خاطئ وإلى استهانة بحياة جنود روسيا، المكون الأهم في النقاش- فهم الموقف الروسي- غاب عنه، ولهذا فإننا نواجه نتائجه الخطيرة.
روسيا توقعت من إسرائيل رداً على ثلاثة أسئلة:
لماذا، وبالرغم من التعهد الإسرائيلي بعدم تنفيذ عمليات من شأنها أن تعرض للخطر حياة الجنود الروس، قامت إسرائيل بالهجوم الذي وقع في اللاذقية، بالقرب من القاعدة الجوية الروسية حميميم، القاعدة التي منها تُنفذ عشرات حالات الإقلاع والهبوط في اليوم لطائرات النقل، المسافرين والاستخبارات. من الواضح أن هجمات سلاح الجو الإسرائيلي تجر خلفها تشغيل كل نظام الدفاع الجوي لسورية طوال ما يزيد عن نصف ساعة، الأمر الذي يعرض للخطر المجال الجوي.
لماذا نفذ سلاح الجو الإسرائيلي الهجوم، بكل المعاني المترتبة عليه، بالرغم من أنه كان يعلم أن طائرة الاستخبارات الروسية كانت في الجو.
لماذا في الإنذار الإسرائيلي قيل أن هجوما في طريقه للتنفيذ في شمال سورية في الوقت الذي نُفذ الهجوم في غرب الدولة. في أعقاب الإنذار على هجوم متوقع في الشمال، أمرت القيادة الروسية طائرة الاستخبارات التي كانت في جولة في شمال سورية فوق إدلب، وقف الجولة والعودة إلى قاعدتها –تلك القاعدة التي ضربت إسرائيل بالقرب منها. هكذا دخلت طائرة الاستخبارات إلى منطقة الهجوم الإسرائيلي وكشفت أمام نيران مضادات الطائرات للجيش السوري.
عن كل هذه الأسئلة إسرائيل لم تجب. لا أثناء الزيارة لموسكو من قبل قائد سلاح الجو الجنرال عميقام نوركين، ولا في أي منتدى آخر. باستثناء تلعثم عدد من المحللين حول أن اللاذقية موجودة شمال غرب سورية، حتى في النقاش العام في إسرائيل لم يكن هنالك أي تطرق لهذه الأسئلة والتي هي في نظر روسيا مهمة جداً.
وزير الدفاع الروسي سيرجي شفيغو لم يجد إجابة على سؤال هل إسرائيل فعلت ذلك بالخطأ أو عن قصد. الموقف الإسرائيلي والذي يقول أنه لم يكن هنالك أي خطأ قادت في النهاية القيادة العسكرية والسياسية الروسية إلى استنتاج، أن الأمر يتعلق بعمل متعمد ومخطط وردها كان طبقاً لذلك.
في الأسئلة الثلاثة التي أشرت إليها ليس هنالك ولم يكن أي خلاف على الوقائع، كما أنه لم يكن هنالك خلاف في مسألة التعهد الإسرائيلي لروسيا بإبلاغها بكل ما يتعلق بالعمليات في سورية، وهو تعهد مكن إسرائيل طوال ثلاث سنوات من حرية العمل في مهاجمة بنى تحتية إيرانية تزود السلاح لحزب الله في لبنان، وحسب رأي روسيا تم خرق هذا التعهد هذه المرة.
أيضا بشأن التحسينات في الدفاع الجوي السوري التي تقوم به روسيا فإن النقاش العام في إسرائيل يطغى عليه قصور، والغطرسة والاستهانة التي تظهر منه تذكر بالغطرسة والاستهانة قبل حرب يوم الغفران. بطاريات ال S-300 ستشمل أيضا صواريخ لمدى أقصر وارتفاعات أكثر انخفاضا، مثل buk وtor، وأنظمة مدافع أوتوماتيكية. وكذلك سيزود النظام بأنظمة قتال إلكترونية، للتشويش على أجهزة الملاحة والتوجيه للطائرات، صواريخ وتسليح موجه.
النظام سيكون فعالا وأكثر خطورة سواء على الطائرات أو على التسليح الموجه والدقيق، بما في ذلك صواريخ كروز، وكذلك على الطائرات بدون طيار. حسب وزارة الدفاع الروسية فإن المنظومة يمكنها توفير دفاع إلكتروني جوي لمدى 70 كم ودفاع ضد الطائرات لمدى حوالي 200 كم. بهذا فعليا تحول نظام الدفاع الجوي السوري للنظام الأقوى في الشرق الأوسط بعد إسرائيل. وزارة الدفاع الروسية أشارت، أنه في حال الضرورة بالإمكان زيادة نظام الصواريخ بثلاث إلى أربعة بطاريات S-300 أخرى. الجيش الإسرائيلي قادر على تدمير النظام المقام ولكن هذا في إطار هجوم منظم وشامل لأن تكنولوجيا النظام تمنع تدمير قاذف وحيد.
بدون تدمير النظام كله، فإن عملية لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء سورية ستكون أكثر خطورة بكثير على الطائرات، مع قدرة تدمير للأهداف أقل بكثير، وذات إشكالية. بهذا الشأن يجدر لفت الانتباه إلى أكثر من إشارة يبثها وزير الدفاع بشأن استعداد روسيا للرد على هجوم كهذا.
هذه هي المواضيع الأساسية التي حددت التعامل الروسي مع الحادث، وهي لم تحظ بتطرق إسرائيلي، ليس أقل خطورة في نظري في الحوار العام الإسرائيلي، عدم التعمق من خلال عدم فهم أساسي للجانب الروسي. مع كل التقدير والمحبة الكبيرة للجيش الإسرائيلي ولسلاح الجو، التقدير والمحبة ليست قاعدة لتحليل عميق ولعملية استخلاص العبر، والتي يفتخر الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو جداً بها، وليست بديلا لعملية منظمة لإدارة الأزمات في حالات كهذه.
على ضوء الضرر الكبير بحرية العمل لسلاح الجو في سماء سورية، ربما كان من المفضل أن هذه العملية لم تنفذ، ولكن نهاية الفعل هو في إعادة التفكير، وهنا هذا المبدأ البسيط لم يتم تطبيقه بدرجة كافية.