Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Apr-2017

عن وعينا الوطني في الاردن - ابراهيم العجلوني
 
الراي - ثمة, في بلادنا, وزارات مختلفة يفترض أن تشترك في صناعة الوعي الوطني, مثل وزارة التربية والتعليم, ووزارة الشباب, ووزارة الثقافة, ووزارة التنمية السياسية, ووزارة التعليم العالي, ووزارة الاوقاف.
 
وثمة مؤسسات ثقافية كثيرة وروابط واتحادات, يفترض أن تكون رديفاً لوزارات الحكومة فيما ينبغي عليها من الاهتمام بهذا الوعي الوطني الذي ندرك مدى الحاجة اليه في مثل ما يتتابع علينا من أحداث وما نواجهه من اخطار.
 
وثمة شخصيات تصدع بدعوى الوطنية وتتصدر الدواوين وتعلو المنابر وترفع عقائرها بملتهب الخطابات, ويفترض أن يكون للاردنيين بعض ما يلامس وجداناتهم من ذلك.
 
كل ذلك, واكثر منه, يدفعنا الى ان نتساءل: كيف أمكن للاجيال الجديدة من الاردنيين ان تجعل حديث الوطن وراءها ظهرياً, ومن المسؤول عن ذهولها عن مقوّمات انتمائها؟ وكيف يمكن لحوار الطرشان في حياتنا السياسية والثقافية أن ينتهي, بكل ما فيه من لغو وتلبيس وادهان, وان يقوم مقامه حوار مسؤول اخلاقي المنطلقات والغايات؟
 
لقد كان يمكن لنا, في زمن جميل على الرغم من صعوبته, ان ننسب الى الوطن كفايات معرفية واخلاقية شتى فنقول: هذا كاتب وطني, وهذا شاعر وطني, وهذا اقتصادي وطني, وهذا اعلامي وطني, وهذا صحفي وطني, وهذا اكاديمي وطني, اذ الوطن في كل هذه الحالات كان مرجعاً ومثابة, فاذا نحن نرى الوطن آخر ما ترد اليه الأنفس والارادات, واذا المصلحة الذاتية هي المبدأ وهي المآل. واذا مغامرو السياسة ومتطفلو الأدب والثقافة وفلول الايديولوجيين يملأون «السوق» وينادي كل منهم على بضاعته المزجاة, واذا الوطن يغادر القلوب والضمائر الى الافواه المتشادقة, واذا نحن في امواج مصطخبة من ذباب الكلام, يستشغي بها الواقع الاقليم زيفه, ويواري سوأته ويخصف عليه صحائف سوداً لا جلاء فيها لغير الشكوك والريب ومشبوب العداء ومدخول الولاء.
 
ثم إن هذا كله موسوم بالوطنية (!) مصطنع ثيابها, صارخ بدعواها.
 
فإن تعجب, ايها اللبيب, فمن وطنية بلا وطن. وطنية مقدودة على حسب قامة فلان ومصلحة فلان ومأرب فلان, فهي وطنية هؤلاء التي لا علاقة لها بوطننا نحن, ولا بعظام أجدادنا, ولا بآلام امهاتنا وآمال أولادنا..
 
وطنية لهم بامتياز يتقاسمون عوائدها فرحين.
 
ووطن لنا آلينا أن نعلم ابناءنا محبته وحسن الولاء له والانتماء.
 
ولي وطن آليت ان لا ابيعه
 
وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا