Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2018

نحن وتركيا.. و»الإخوان»!! - صالح القلاب

 الراي - خسرنا كعرب تركيا لقرابة قرن من الأعوام بأكمله وكانت الفترة الأسوأ هي فترة مصطفى كمال (أتاتورك) وإمتدادات نظامه اللاحقة وكأنه كان علينا أن نبقى «نتعربش» بباقي ما تبقى من قطار «متدهور» كنا بقينا منسيين في إحدى مقطوراته لأكثر من أربعة قرون متلاحقة عدنا خلالها إلى ما قبل مسيرة التاريخ الحضارية وأصبحنا ملحقين بـ «إسطنبول» وكأنه لم تكن لنا عواصم عظيمة في

بغداد ودمشق والقاهرة وكأنه لم تقم لنا في الأندلس تلك الدولة الأموية العظيمة التي كانت منارة حتى للقارة الأوروبية كلها.
ما كان على مصطفى كمال (أتاتورك) أن «يكب شرَّه» علينا بتلك الطريقة القاسية التي أخذته وأخذت تركيا
العزيزة وشعبها العظيم إلى الإنحياز لدولة العدو الصهيوني التي أقيمت في مؤامرة إستعمارية على أرض
فلسطين التي كان يضعها السلطان عبدالحميد الثاني في قلبه وفي بؤبؤ عينه فنحن كما تركيا قد دفعنا
ثمن تفوق الغرب علينا في الحرب العالمية الأولى وأصبحنا «شراذم» دول وعلى ما كان عليه الوضع قبل أن
نلتقط بعض أنفاسنا وتصبح لنا بدءاً بالثلث الأخير من القرن الماضي بعض مكانة لا تزال مهزوزة ولا تزال غير
فاعلة ولا متماسكة.
إن المفترض أنَّ أشقاءنا الأتراك الذين عشنا معهم أكثر من أربعة قرون، ليس بحقوق منقوصة فقط بل بلا أي
حقوق على الإطلاق، يعرفون أنه كان علينا أن نقفز من قطار بات «متدهوراً» وأن نتدارك أنفسنا وإنْ في
الحدود الدنيا بـ «الثورة العربية الكبرى» التي أطلق رصاصتها الشريف حسين رحمه االله من مكة المكرمة تلك
الرصاصة التي كانت موجهة لأكثر من أربعمائة عام من الإلحاق وتغييب الإرادة والتخلف والتبعية وليس
موجهة وعلى الإطلاق لأخوةٍ أعزاء أبناء مسيرة واحدة لا تزال نتمسك بأن تكون علاقاتنا بهم متينة وقوية
وبعيدة عن منغصات مرحلة ماضية أصبحت في ذمة حركة التاريخ وفي إحدى زواياها الرطبة المظلمة.
لقد بدأنا، مع هذا العهد، نلتقط الحلقة الصحيحة في علاقات ما كان يجب أن تصل إلى الإنهيار الذي وصلت
إليه وحقيقة أن النجاح الذي نريده ويريده أشقاؤنا الأتراك يستدعي أن نبعد هذه العلاقات الواعدة عن
«الإنتهازيات» الحزبية وهنا وبصراحة فإنه يجب ألاّ تُعطى تركيا اللون «الإخواني»، أي لون الإخوان المسلمين،
فهؤلاء لهذه المنطقة معهم تجربة طويلة والمفترض أنه معروف أنهم بقوا يبيعون حلفائهم وأصحابهم
«قبل أن يصيح الديك» وأنهم ركبوا موجة «الربيع العربي» حتى في الأردن، الذي بعد صدامه الشهير مع
اليسار والحركة القومية بدءاً بعام 1957 أعطاهم كل شيء، وحاولوا أن يفعلوا فيه ما فعل «إخوانهم» في
مصر قبل أن يسقط نظامهم الذي كان على رأسه وإن شكلياًّ الدكتور محمد مرسي الذي هو الآن نزيل أحد السجون المصرية!!.
وهكذا فإن المفترض أن رموز هذا العهد التركي، الذي هو آخذٌ وجادٌ بإيقاف المعادلة التركية الإقليمية
والدولية على أقدامها بدل وقوفها على رأسها، يعرفون تمام المعرفة أن بعض الدول العربية الأساسية
والمقتدرة قد فتحت أبوابها للإخوان المسلمين خلال محنتهم المعروفة مع الرئيس جمال عبد الناصر ومع سوريا أيضاً لكن مكافئتها كانت أنهم ما لبثوا أن عضوا اليد التي إمتدت إليهم بإحسان وأنهم حاولوا إختراقها من الداخل وأنهم حاولوا أن يفعلوا فيها ما فعلوه في مصر إن في زمن حسن البنا وإن لاحقاً وإن الآن والشاهد هو كل هذا الإرهاب الذي يضرب في سيناء وفي القاهرة وفي كل المدن المصرية.