Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2018

مزارعون بوادي الأردن يتخوفون من أزمة مياه

 

حابس العدوان
 
وادي الأردن-الغد-  يعرب مزارعون في مناطق وادي الأردن، عن تخوفاتهم من أزمة في مياه الري جراء شح المياه في سدود المملكة الـ14 الرئيسة، فيما يؤكد مصدر مطلع في وزارة المياه والري، أن الوضع المائي "صعب في ظل تراجع نسبة الهطول المطري وانخفاض سعة السدود من المياه المخزنة إلى 40 % من حجمها الإجمالي".
ويوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لـ"الغد"، أن مناطق الوادي تواجه وضعا مائيا "صعبا"، داعيا إلى ضرورة تعاون المزارعين مع سلطة وادي الأردن لتجاوز هذا الوضع وتأمين الاحتياجات الماضية خلال فصل الصيف المقبل، وذلك باتباع تعليمات الري من خلال الالتزام بأدوار الري و"عدم" الاعتداء على المصادر المائية.
ويقول، إن مساحات الأراضي الزراعية التي تعتمد في ريها على سد الملك طلال، تحتاج لما يقُرب من نصف مليون متر مكعب يوميا من المياه، في الوقت الذي ترفد فيه محطة الخربة السوداء هذا السد بـ300 ألف متر مكعب من المياه يوميا، الأمر الذي سيجعل سلطة وادي الأردن تضطر إلى الضخ من مخزون السد.
ويؤكد مزارعون، أن مخاوفهم "مبررة" مع توقعات بصيف لاهب بدأت مؤشراته بارتفاع درجات الحرارة في وقت مبكر من العام الحالي، قائلين إن الوضع المائي الصعب "سيشكل عائقا أمام استمرار الزراعات الصيفية التي تعد مهمة لهم، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها نتيجة الخسائر المتتالية التي تلحق بهم جراء ظروف المنطقة الصعبة".
ويشيرون إلى أن وقف ضخ المياه أو التقليل من الكميات المسالة "سيلحق أضرارا كبيرة بالزراعات في مناطق وادي الأردن، وبالأخص الحمضيات والنخيل والتي تحتاج إلى كميات مياه إضافية"، موضحين أن هذا الوضع يشكل تحديا أمام المزارع في إدامة زراعته من جهة و"السلطة" في توفير كميات الري الكافية لها من جهة ثانية.
ويرى المزارع مفيد خضر، أن الزراعات الصيفية هي عبارة عن "محاولة أخيرة" للتقليل من حجم الخسائر التي لحقت بهم خلال الموسم الرئيس، وركيزة أساسية لتوفير متطلبات أسرهم خلال فترة الصيف المقبل والتي يتوقف فيها الإنتاج الزراعي.
ويقول "إن ما يشجعهم على زراعة هذه الأصناف هو أن إنتاجها يأتي خلال الفترة الانتقالية بين الموسمين الغوري والشفوي وتباع على الأغلب بأسعار جيدة"، لكنه يضيف "إلا أن هذه الزراعات تبقى مغامرة لأنها أكثر عرضة للتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خاصة إذا لم تتوفر مياه ري كافية لها".
ويعرب عبدالوالي الفلاحات، أحد مزارعي النخيل، عن تخوفه من نقص مياه الري خلال الفترة الرئيسة التي تحتاج فيها مثل هذه الزراعات إلى كميات مياه كبيرة، والتي تبدأ من هذه الأيام وتستمر حتى شهر آب (أغسطس) المقبل، مبينا أن هذه الفترة مهمة كونها فترة إنتاج بدءا من ظهور القطوف والتلقيح وعمليات ما قبل الحصاد ولغاية نضوج الثمار وبدء الحصاد.
ويضيف "أن قيمة الاحتياجات المائية للنخيل تتضاعف خلال هذه الفترة مقارنة ببقية أشهر العام"، لافتا إلى أن كمية الإنتاج وجودته تعتمدان بشكل كلي على الري خلال هذه الفترة، ما قد يصعب الأمور على مزارعي النخيل خلال الموسم الحالي.
ومن جانبه، يقر رئيس جمعية التمور الأردنية، الدكتور أنور حداد، بـ"وجود مخاوف لدى مزارعي النخيل من صعوبة الوضع المائي للموسم الحالي؛ حيث إن كميات النخيل المزروعة حاليا تحتاج إلى ما يقارب من 60 مليون متر مكعب مياه خلال الموسم بمعدل 1200 متر مكعب مياه للدونم الواحد".
ويقول "إن الجمعية طالبت سلطة وادي الأردن بضرورة إيجاد حلول جذرية لإدامة التزويد المائي بكميات كافية من خلال وقف الزراعات الصيفية التي تعد محاصيل غير أساسية أو السماح للمزارعين بحفر آبار ارتوازية لتعويض النقص، والعمل على تقنين زراعات النخيل المستقبلية كأن لا يسمح إلا بزراعة نصف الوحدة الزراعية كحد أعلى لتتمكن "السلطة" من توفير كميات المياه اللازمة لها"، مشددا على أن أي نقص في كميات المياه المسالة لمزارع النخيل "سيلحق ضررا كبيرا بجودة المنتج الأردني الذي يعد مفتاح التميز والنجاح في الأسواق الخارجية بغض النظر عن كمية الإنتاج".
ويرى حداد أن "السلطة" تعمل باستمرار على تحسين إدارة الموارد المائية، إلا أن الوضع المائي "صعب"، ما يستوجب التفكير في استراتيجية جديدة لإدارة مصادر المياه، مشيرا إلى أن مخاوف المزارعين "ستظهر جليا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، خصوصا وأن منطقة وادي الأردن تضم نحو نصف مليون شجرة نخيل".
وبدوره، يؤكد أمين عام سلطة وادي الأردن، المهندس سعد أبو حمور "أن السلطة لن تألو جهدا في توفير المياه اللازمة للمزارعين ضمن خطة مدروسة توائم بين الكميات والاحتياجات المائية لكل الاستعمالات (الري والشرب والصناعية)"، داعيا المزارعين إلى التقليل قدر الإمكان من الزراعات الصيفية من أجل تأمين الاحتياجات المائية للعروات الزراعية الرئيسة (العروتين التشرينية والشتوية) واللتين تشكلان مصدر دخل رئيسا لمزارعي مناطق الوادي.
يذكر أن عدد سدود المياه الرئيسة يبلغ 14 سدا، فيما تقوم سلطة وادي الأردن بإنشاء 6 سدود جديدة بسعة تبلغ حوالي 16 مليون متر مكعب من المياه، ثلاثة منها ستدخل العمل خلال الموسم المطري المقبل.