Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Sep-2017

صور - عبدالهادي راجي المجالي
 
الراي - الخميس الماضي حضرت حفل زواج , شاب وسيم تزوج بفتاة رائعة ..وفي بداية الحفلة, أطفأت الأنوار وتم عرض فيلم , لحياة الشاب والفتاة , يبدو أن عائلته احتفظت له بكم هائل من الصور ..وتسجيلات الفيديو , فقد عرضت له لقطات من لحظة الولادة . ...ووجه والده وهو يحمله والإبتسامة حاضرة على محياه , أيضا عرضوا له بعض المقاطع وهو في (الكي جي 1) ..
 
تخيلوا حتى عيد ميلاده وهو ينهي سنته الأولى من العمر عرضت أيضا ...وبنفس الحجم عرضت صور وتسجيلات للعروس , وحين سألت أخبروني أنها أصبحت عادة متبعة في الأعراس , ففي بداية كل حفلة زفاف يتم عرض فيلم يتضمن ذكريات العريس والعروس ..
 
حين عدت لمنزلي قررت أن أنبش صور الماضي الجميل ,قلت في داخلي سأنتج فيلما عني وأول صورة وجدتها كانت بجانب (قلاب) ...كان عمري وقتها (9) سنوات , ويبدو أن المصور لايعرف التعامل مع الكاميرا فقد أظهر نصف جسد أبي وأظهرني أنا المهم كان في يدي (مفك) وللان لا أعرف سبب حملي لهذا المفك , ولا أعرف لماذا اخترنا ( القلاب) كخلفية للصورة .
 
وجدت صورة أخرى , مكتوب على خلفيتها (اب) 1982 , كنت طفلا وديعا وقتها ..وكان شعري طويلا , لكن الغريب في الصورة أن أزرار القميص الذي أرتديه كل واحد له لون خاص , والدتي لم تكن تؤمن باللون وقتها ..كانت تؤمن بضرورة وجود الأزرار في القميص بغض النظر عن اللون ...
 
وجدت صورة أخرى , والدي ومعه صديقه ..وقد أجلسوني على (بوز) لاند روفر عسكرية , وقفوا جانبي ويظهر صديق أبي ,وهو برتبة نقيب ..تذكرت وقتها الصورة كان عمري (9) سنوات تقريبا ويومها كان غطاء اللاند روفر الأمامي ملتهبا بفعل حرارة الماتور وخجلت أن أقول لأبي ذلك فتحملت والتقط شخص الصورة ...ولكن وجهي فيها كان يظهر علامات الإحتراق تماما .
 
وجدت صورة أيضا , مع أمي ..كانت جالسة في حديقة منزلنا في الكرك , وتقوم بسقاية النعنع , وأنا كنت جانبها ..ومعي زجاجة ميرندا , ويبدو أن أبي التقط الصورة على عجل ..كانت يدي على كتفها , وابتسامتها بحجم وطن لا بل بحجم أمة ..وأنا كانت بقايا الميرندا ..على وجهي ظاهرة ...
 
خبأت كل الصور , أنا لن أسجل فيلما عن طفولتي ...(فالعرسان) الجدد تفرحهم صور الطفولة , ونحن تغتالنا الصور ...كل الذين في الصور التي أخبأها , راحوا ...حتى أصدقائي , أصبحوا مجرد ذكريات ...
 
تغتالني الصور .