Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2017

إضراب شامل وغضب شعبي في فلسطين المحتلة رفضا لقرار ترامب و دعوات للنفير العام.. واندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال

 

نادية سعد الدين
 
عمان-الغد-  عم الإضراب الشامل والغضب الشعبي العارم، أمس، في أنحاء فلسطين المحتلة، تنديدا ورفضا للقرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وسط دعوات للنفير العام، واندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين الغاضبين.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها، فيما أعلنت المدارس والجامعات والمقار التعليمية والحكومية والحياتية الفلسطينية في مدينة القدس، كما مختلف الأراضي المحتلة، عن تعطيل الدوام تعبيرا عن حالة الغليان الشعبي ضد قرار الرئيس دونالد ترامب، ضمن إضراب شامل دعت إليه القوى والفصائل الوطنية.
وخرجت المسيرات والتظاهرات الشعبية الغاضبة في عموم الأراضي المحتلة لنصرة القدس المحتلة، والمطالبة، عبر الهتافات واليافطات، "بالرد الحاسم"، و"الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام في مواجهة مخاطر الخطوة الأمريكية"، بينما أحرق الشبان صور الرئيس ترامب، مطالبين بالتراجع عن قراره حيال القدس.
فيما عززت قوات الاحتلال من إجراءاتها وتدابيرها الأمنية المشددة في الضفة الغربية، لاسيما القدس، وكثفت نشر قواتها ووحداتها وسط المدينة، ومحيط بلدتها القديمة، وفي الشوارع والطرقات ومداخل الأحياء والبلدات المقدسية.
وقد قمعت قوات الاحتلال التحرك الجماهيري الحاشد، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، أطلقت قوات الاحتلال خلالها الأعيرة النارية والرصاص المطاطي ضد الشبان الغاضبين، الذين أشعلوا بدورهم إطارات السيارات وسط صيحات الغضب الشديد.
وسادت المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك وعند مداخله أجواء التوتر والاحتقان الشديدين عقب مواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين المرابطين بالأقصى، مما أسفر عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
وقال الناشط أحمد أبو رحمة إن "سلطات الاحتلال نشرت مئات الحواجز العسكرية عند تقاطعات الطرق في الضفة الغربية، كما تلال الجبال، فيما حولت القدس إلى ثكنة عسكرية مغلقة".
وأضاف أبو رحمة، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الأراضي المحتلة مشتعلة، وسط حالة من الغليان والتوتر الشديدين ضد قرار ترامب بشأن القدس، حيث عمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية في مختلف الأراضي المحتلة".
وأفاد "بوقوع مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين، حيث قام الاحتلال بقمع المسيرات عبر استخدام القنابل والرصاص الحي والمطاطي، كما وقعت المواجهات في قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع إصابات بين صفوف المواطنين".
ولفت إلى "قرار القوى الوطنية والإسلامية بالاستمرار في التحرك الجماهيري ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد القرار الأميركي، حيث يشهد اليوم، الجمعة، "يوم غضب شعبي"، عبر انطلاق المسيرات والتظاهرات الغاضبة بعد صلاة الجمعة من مختلف المناطق الفلسطينية".
إلى ذلك؛ أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن "حالة الاستنفار، تحسبا لاندلاع موجة اضطرابات وهجمات، لاسيما في القدس، وسط إجراء مناقشات لتقييم الأوضاع، بمشاركة جهاز الشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وقيادة المنطقة الوسطى، بهدف الاستعداد لتلك المرحلة"، وفق مزاعم صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
من جانبه، طالب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، "باجتماع فلسطيني عاجل، للاتفاق على السياسة القادمة، وإطلاق شرارة الانتفاضة وتمكين المقاومة في الضفة الغربية، ورفع العقوبات والحصار عن قطاع غزة، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".
ودعا هنية، في مؤتمر صحفي عقده أمس، إلى "اعتبار اليوم، الجمعة، يوم غضب وبداية تحرك واسع، بعنوان "حرية القدس والضفة"، ضد الاحتلال في مختلف المدن الفلسطينية، وإعلان النفير الداخلي العام".
واعتبر أن القضية الفلسطينية تمر "بمنعطف تاريخي بعد القرار الأميركي الظالم"، الذي يشكل "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، ونهاية مرحلة سياسية وبداية أخرى جديدة".  وطالب "بترتيب المشهد الفلسطيني، وخروج السلطة الفلسطينية من اتفاقية "أوسلو" وإعلان وفاة عملية السلام".
بدورها، دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى سحب اعتراف منظمة التحرير بالاحتلال واعلان فشل مشروع التسوية واتفاق أوسلو. وأعلنت، في مؤتمر صحفي أمس، عن غضبها تجاه قرار الرئيس ترامب، مطالبة "بانتفاضة شاملة، والتصدي لمؤامرة تصفية القضية الفلسطينية المسماة بصفقة القرن الأميركية.
كما دعت إلى سحب مبادرة السلام العربية، وقطع العلاقات العلنية أو السرية مع الاحتلال وعدم التطبيع معه، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني بوطنه فلسطين، ومعاهدة الشعب والأمة بمتابعة السير على طريق المقاومة المسلحة.
ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى "طي اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بالاحتلال، وإعلان المقاومة والعصيان الوطني، بديلا للمفاوضات الثنائية".
من جانبه، أكد رئيس تجمع الشخصيات الوطنية المستقلة، منيب المصري، أن قرار ترامب "باطل قانونا، ولن يكسب الاحتلال أي حق بالقدس، كما لن يغير القانون الدولي والحق التاريخي للشعب الفلسطيني ولن يغير رأي مئات الملايين من أحرار العالم، ومن بينهم الملايين من الشعب الأميركي" .
فيما قالت مؤسسة القدس الدولية إن "قرار ترامب اعتداء يجب أن يواجه برد فلسطيني وعربي وإسلامي"، داعية إلى "جمعة غضب" تحت شعار "جمعة السيادة" العربية الإسلامية على القدس".
وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أعلن أن وزارته ستبدأ فورا في تنفيذ توجيهات الرئيس، ترامب، بخصوص نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
ومن الجدير بالذكر أن الكونغرس الأميركي أقر هذه الخطوة في العام 1995، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة قبل ترامب أجلوا المصادقة عليها.