Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

شعب أكبر من قياداته.!!*رشيد حسن

 الدستور

على مر التاريخ اثبت ويثبت الشعب الفلسطيني،أنه أكبر من قياداته.. وأنه عصي على التطويع.. عصي على الانكسار، لا يقبل الركوع او السجود الا لله الواحد القهار..كما قال الشهيد ياسر عرفات ذات يوم.. ينقل جينات المقاومة التي تسري في دمائه من جيل الى جيل..فتصدى لاكثر من «14» قوما تجرؤوا على دخول فلسطين، واجبرهم بمقاومته الباسلة على الهروب، لا يلوون على شيء.. وقد اصبحوا اثرا بعد عين..!! عابرون في كلام عابر..
صمود ومقاومة هذا الشعب ومنذ اجداده الكنعانيين، اكد حقيقته الازلية، والتي لا تقبل النقاش وهي: ان الله سبحانه وتعالى شرفه بحمل هذه الامانة، وقد اثبت انه اهل لها.. فعلا وقولا.. كما وصفه رب العزة « ان فيها قوما جبارين»..
اما الحقيقة الثانية التي اكدها بصمودهالاسطوري وهي: ان فلسطين لا تفبل الطغاة، ولا تنحني لهم، بل تلفظهم كما يلفظ البحر الجيف النتنة... والاسماك الميتة، وهذا هو المصير المنتظر للصهاينة المجرمين..
بالامس هتف الشعب الفلسطيني..كل الشعب الفلسطيني من الماء الى الماء ضد الاحتلال الصهيوني، وضد العدوان الاميركي المستمر على هذه الارض، وعلى هذا الشعب، واكد ان وعود القرصان «ترامب « وتصريحات وزير خارجيته،وكافة المسؤولين الاميركيين المتصهينين، لن تغير من الحقيقة شيئا، فالقدس كانت وستبقى عربية، والمستوطنات طارئة، وحتما ستزول، واللاجئون عائدون ليشيدوا مدنهم وقراهم التي دمرها الحقد الصهيوني، وليزرعوا ويحصدوا كما كانوا..ويعيدوا الحياة للارض، يعيدوا لها هويتها واسمها العربي.
كنا نتمنى لو ان القيادة الفلسطينية امسكت باللحظة التاريخية.. لحظة انفجار بركان الغضب الفلسطيني،واستجابت لمطالب واشواق شعبها، وقامت بتمزيق «اوسلو».. وتمزيق ورقة الاعتراف بـ»دولة العدو».
كنا نتمنى ان يدفع بركان غضب الشعب الفلسطيني.. قيادة السلطة الى العودة الى اول السطر.. الى الميثاق.. الى المقاومة، كرد على العدوان الاميركي المستمر.. وكرد على اصرار «نتنياهو» على نفي الشعب الفلسطيني، واعتبار فلسطن من البحر الى النهر «ارض اسرائيل»..!!
كنا نتمنى ولكن مع الاسف أصرت قيادة السلطة على ان تبقى في نفس المربع «مربع المفاوضات».. ولا تغادره، علما ان العدو تنكر، لا بل اغتال «اوسلو» مبكرا، منذ ان قامت دبابات المجرم «شارون» باعادة احتلال كل اراضي الضفة الغربية، وتدمير المقاطعة، مقر الرئيس الشهيد عرفات،ثم اغتياله عن طريق عملاء الموساد بالسم الزعاف..
مفارقة غير مفهومة وهي : لماذا تصر قيادة السلطة على التسويف، وعلى عدم مغادرة مربع « اوسلو».. وعلى البقاء رهينة التفاوض..وقد ثبت فشل هذا الاختيار، وثبت انه سبب رئيسي لاستمرار العدوان الصهيوني-الاميركي.. وسبب كل البلاوي والمآسي التي حل بشعينا الصابر المرابط..
باختصار..
شعبنا الفلسطيني... شعب الجبارين.. صفع بالامس «نرامب» و»نتنياهو» ومن لف لفهما.. وقال «لا» كبيرة لاميركا..و «لا» كبيرة للصهاينة.. واثبت انه اكبر من كل قياداته...
وانه لا يزال.. وسيبقى على العهد.. صامدا.. مرابطا.. مقاوما.. حتى دحر الغزاة الصهاينة، وتحرير فلسطين كل فلسطين.
وما ذلك على الله بعزيز.
 المجد لشعب المرابطين..