Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2020

هل يَصدُقون؟.. مَنْ تُصدّقون؟*محمد خروب

 الراي

انتهى المهرجان الخطابي الذي شهدته اروقة الجامعة العربية الذي انتهى للتو في العاصمة المصرية, بخروج وزراء الخارجية ببيان ختامي وقرار «ثُماني» البنود حمل رقم 8457، بات مطلوباً الان التزام الذين أقرّوهما بما جاء فيهما, وإن كانت مَضامين «الخُطب» تفاوتت في لغتها وما بين سطورها وبخاصة النبرة ودرجة «إسماع» الصوت للحضور وعبر الشاشات, الى جمهور ظنّ/ توهّم أن عرب اليوم وصلوا الى مرحلة من الغضب والشعور بالمهانة والاذلال, وتحديداً بعد كرنفال البيت الابيض وما جاء في خطابي ترمب ونتنياهو, عندما قرّرا إهالة التراب على قضية?الشعب الفلسطيني وشطب هويته, باعتباره شعبا زائدا لا حق له بتقرير المصير او الانتماء الى اسرة شعوب المعمورة، ولكن غضبا عربياً (رسمياً) كهذا لم يحدث, بل سمعنا خطابات «مُلَوّنة» بين متلعثم وآخر مرتبك وثالث تُضمر لغة مفرداته موقفا مغايرا لما خَرج على لسانه, فيما تميّزت خطابات أطراف قليلة (وليس مِحوراً او تيارا موحداً) بوضوح المفردات والمصطلحات الرافضة لخطة الاملاءات الصهيواميركية, وإن لم يذهب بعيدا في «المواجَهة» الكلامية, حتى لا يستثيروا غضب المُتربصين في القاعة وخصوصاً العواصم عبر المحيطات, التي لم تتوقّف عن ?لتلويح بالعقوبات وغيرها من اساليب CIA المعروفة.
 
وبصرف النظر عما حفل به خطاب الرئيس الفلسطيني من مواقف وكشفٍ لـ«أسرار» بدت لافتة, وبخاصة اقتراح دولة فلسطينية «منزوعة السلاح» دون ان يُطلبَ منه ذلك, او يستخدمه ورقة ضغط في مفاوضات لاحقة، فإن مُخرجات البيان لن يكون لها أثر أو قيمة, اذا خرجت عليها او أعادت تفسيره, وخصوصا تلك التي تروم التغريد خارج السرب او يسعى بعضها لغسل يديه من مشكلات العرب وقضاياهم, و«الانعتاق» من «إرث» لا يعترف به سواء في فلسطين ام غيرها.
 
نقول هذا ونحن نلحظ ان احدا بما فيها الوفد الفلسطيني, لم يحاول الضغط (او ينتبه) لضرورة تشكيل «لجنة متابعة» تتولى تنسيق المواقف العربية، لهذا جاء البيان عموميا ومُكررا إلاً في بعض العناوين والاسماء, عندما صدرت بيانات مشابهة تكاد تكون حرفية, يوم تم الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لدولة العدو, وما صدر بعدها من قرارات اميركية لنقلها الى المدينة وإنزالها عن جدول الاعمال، كما شُطبت قضية اللاجئين وتوقف الدعم الاميركي لوكالة الغوث (أُونروا).
 
مَن يصدق ان «كل العرب» سيلتزمون البند رقم «4» من قرار السبت الماضي الذي ينص على ان «المبادرة العربية هي الحد الادنى المقبول عربيا لتحقيق السلام, ولن تحظى اسرائيل بـ(التطبيع) مع البلدان العربية, ما لم تقبَل وتُنفذ مبادرة السلام العربية»؟
 
ومن منا على يقين بان كل المُوقعين على البيان الختامي سيأخذون بجدية, البند «الثالث» الذي يقول: التأكيد على عدم التعاطي مع هذه الصفقة المجحفة او «التعاون» مع الادارة الاميركية في تنفيذها, بأي شكل من الاشكال»؟
 
ان وُجِد هناك مُتفائل بذلك، فإننا سنكون بالفعل قد خطونا الخطوة «الاولى» في ماراثون الألف ميل.. «الجديد».