صدرت عن دار كفاءة المعرفة للنشر والتوزيع/ عمان رواية «لست من طين» للكاتبة مسيد المومني وتعد هذه الرواية الثانية للمؤلفة بعد روايتها الأولى «خطوة في المنتصف» والعمل الثالث لها بعد مجموعتها القصصية «مسافات مفتعلة».

وأهم محور تتحدث عنه الرواية التي جاءت في (136) صفحة من القطع المتوسط، هو انقسام الشخصية ما بين الواقع المعاش والخيال المؤمل إذ تزاوج الكاتبة ما بين شخصية بطلة الرواية التي تصطدم بالواقع الاجتماعي المحيط، والذي يلقي بقيوده الصارمة على الشخصية الرئيسية في الرواية، وما بين الخيال المجنح الذي لا تحده ضوابط اجتماعية تقلل من الانطلاق نحو الحياة المأمولة، وتمكنت الكاتبة من خلال حوار متعب ومرعب أن تجعل من شخصية الرواية إنسانة مركبة تعيش الحياة فترتين في الوقت ذاته، فهي لا تخرج من مجتمعها بدنيا، بينما تنطلق بأحلامها خياليا، ليقع القارئ في حيرة من أمره وهو يتنقل بين دورين لذات الشخصية، وتختم الكاتبة روايتها بخيال عاصف ينهي حياة كل من هم حول بطلة الرواية بكارثة كونية، لتبقى شخصية الرواية وحيدة، الأمر الذي يجعلها تدرك ذاتها وتخرج من أحلامها.

قد تعد الرواية من روايات الخيال، غير أنها لا تبتعد عن الواقع الفعلي، فهي تعالج المشاكل التي يتعرض لها كثيرون، حيث الصراع النفسي الذي لا يفتأ يفتك بأذهان البشر، فهم يرفضون الواقع الذي يعيشونه من ناحية، ولا يصلون إلى الحياة التي يتأملونها من ناحية أخرى.

يذكر أن الرواية تشارك في «جائزة كتارا للرواية العربية» في موسمها الخامس للعام 2020.