Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2018

منتدى أبو ظبي يدعو لحلف عالمي للفضيلة والقيم المشتركة لنشر السلم

 

إيمان الفارس  
 
أبو ظبي-الغد-  فيما دعا مشاركون في المنتدى العالمي "حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي"، لضرورة صياغة مفاهيم واصطلاحات داعية للوسطية كطريقة للتصدي للانعزال والعنف، أكدوا أن الحلف الذي تسعى لتشكيله أعمال الملتقى الخامس لمنتدى السلم، يمثل "حلف فضيلة وقيما مشتركة في ظل سلام لا يحميه السلاح".
وانتقد المؤتمرون، خلال المنتدى المنعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي وعلى مدار ثلاثة أيام برعاية وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبد الله بن زايد، لغة العنف التي صارت سائدة في مشرق الأرض ومغربها، وانتشار خطاب الكراهية في الحوار.
وأرجع رئيس المنتدى الشيخ عبد الله ابن بيه، خلال المنتدى الذي حضره نحو 800 شخصية دينية وسياسية وفكرية وإعلامية، الفتن المنتشرة "التي بدأت تدق نواقيس الخطر"، في العالم، للعولمة التي أنتجت واقعا جديدا معقد البنية والتركيب، تتجاذبه قوّتان، اندفاع جامح نحو إلغاء الخصوصيات الدينية والعرقية وتنميط العالم وفق النموذج الحضاري المتغلب، ومن جهة أخرى التشبُّث المستميت بالهويات الضيقة، ما أنتج خطابات الكراهية التي تجذر التناقض بشخصية الفرد وعدم الانسجام مع النفس والمحيط.
ونبه ابن بيه من عجز النموذج الحضاري المعاصر الذي انخرطت فيه الإنسانية عن تلبية آمالها في الازدهار والاستقرار، لأسباب تتعلق ببلوغ الإنسانية مستوى من التطور التكنولوجي خوّلها لأول مرة في تاريخها القدرة على تدمير ذاتها، على حد قوله.
وبين ابن بيه أن ذلك أدى لشيوع حالة من القلق والترقب وعدم اليقين وفقدان الثقة، صارت تحتم على الإنسانية السعي الحثيث إلى أن يتوازى التقدم العلمي مع التقدم الأخلاقي لتأطير وتحصين هذه الاختراعات بسياج من قيم الخير والمحبة والسلام.
من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام" من الولايات المتحدة د.ويليام فندلي، في تصريح لـ"الغد"، أن أزمات ومعاناة اللجوء الإنسانية الحاصلة في عدة دول من العالم مثل العراق وسورية، رتبت تحديات جسيمة على دول مجاورة مستضيفة مثل الاردن، داعيا لتحمل المجتمع الدولي التزاماته حيال تلك الأزمات.
ودعا فندلي لحماية اللاجئين من مختلف بقاع الأرض، لافتا إلى أنه لا سلام بدون عدالة ولا عدالة يمكن تحقيقها بلا رحمة. 
وجدد المؤتمرون دعوتهم لضرورة تحالف القيم في هذه المرحلة من التاريخ لمحاربة الإرهاب والعمل على حتمية العمل المشترك لوضع خطط متكاملة أكثر نجاعة وأسرع وتيرة لاجتثاث التطرف والإرهاب من جذوره.
واتفق علماء الدين على أن جميع الديانات صارت اليوم في "قفص الاتهام"، باعتبارها المسؤولة عن العنف والحروب؛ ما استدعى تدخل رجال الدين للتصدي لهذه الدعوة بالتفنيد قولا وعملا.
وأكد ابن بيه على انبثاق الدعوة لحلف فضول جديد من الإيمان والقناعة بمشتركات الإنسانية بدلا من الحروب والدمار.
واستدل المشاركون عبر النصوص القرآنية على حث الإسلام على النظر إلى الآخر بناء على وحدة النوع والمساواة في الكرامة الإنسانية، والبحث عن تنمية المشتركات ونبذ معايير التفاضل إلا بالخير والتقوى.
وأوصى المشاركون بضرورة إعادة إحياء القيم المشتركة في حياة الناس، سيما وأنها مبثوثة في كافة رسائل ودعوات الأنبياء، وتعد الإنسانية بحاجة ماسة لها، لافتين الى ان الانطلاق يأتي من الرغبة المشتركة النابعة من القيم المشتركة والمسؤولية المشتركة لإحلال السلم محل الحرب والمحبة مكان الكراهية والوئام بدل الاختصام.
ويستهدف حلف الفضول الجديد العمل على صناعة جبهة من رجال الدين للدعوة إلى السلام ورفض استغلال الدين في النزاعات والحروب، ومعالجة التطرف والغلو، وإعادة التوازن في نطاق كل ديانة لبناء الجسور بينها على أسس صلبة ودعائم قوية قابلة للاستمرار والاستقرار.