Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2018

صالح... - عبدالهادي راجي المجالي

الراي -  منذ الصباح، وأنا أتابع كلمات السادة النواب..سألوني في غمرة انشغالي بالمتابعة: هل تريد المقلوبة بزهرة أم باذنجان..وأنا بطبعي منحاز للزهرة، مع ذلك طلبتها بالباذنجان...

كم تمنيت لو أن رجائي المعشر يأتي كي يتناول معي (المقلوبة)..وأنا بصراحة لا أعرف، هل يحبها بالباذنجان مثلي، هل يحب السلطة ناعمة؟..أظنه يفضل معها الخيار باللبن، سأدعو رجائي وحده..وسأعتذر للرئيس، ربما سأدعو موسى المعايطة مع رجائي.
لدي سؤال..لماذا تحدث النواب مطولا عن منيف الرزاز ونسوا صالح المعشر، للعلم صالح كان من قادة الحزب الإشتراكي وكان رفيق هزاع وعبدالحليم النمر وسليمان النابلسي...
كان يرتدي شماغا أبيضا وأسودا..ويغادر في الصباح الباكر منزله إلى مقهى الجامعة العربية في البلد كي يجتمع مع قادة الحزب الإشتراكي هناك..ويقررون كيفية إسقاط الحكومة.
كان أول من انتخب عن السلط ، في المجلس التشريعي..ومن ثم عين وزيرا في عدة حكومات..لن أخوض في تفاصيل حياته ولكني سأذكر قصة أغضبت صالح المعشر كثيرا..ومفادها أن عبدالحليم النمرالحمود، قدم طلبا للتعيين في وزارة العدل..ولكونه كان هو وصالح وسليمان النابلسي من أشد أعداء حكومة توفيق أبو الهدى، أوصى الرئيس وقتها اللجنة بعدم قبوله باعتبار أن نظره كان ضعيفا..يومها جلس عبدالحليم النمر وصالح المعشر سويا، ثم صاغ عبدالحليم البرقية التالية إلى رئيس الوزراء بحضور صالح المعشر وهذا نصها: (إن اللجنة الطبية التي أوصيتها أن تقرر أن في نظري ضعفا هي ذات اللجنة التي نسيت أن تقرر أن في عقلك نقصا وأنت رئيس للوزراء)..
كان عرار وقتها متصرفا للسلط ، وقام رئيس الوزراء بتأنيبه على البرقية، فطلب أن يطلع عليها ثم يعود لمهاتفة الرئيس وحين قرأها هاتف عرار توفيق أبو الهدى وقال له: (ما قام عبدالحليم النمر هو عين الواقع)..في اليوم الثاني تم اعتقال عبدالحليم النمر وعرار، وتم وضعهما في سجن الجفر..
صالح المعشر، مات والده وهو في الـ (17 (عاما، وترك دراسته في بيروت، عاد إلى عمان، تولى شؤون الأسرة وفيما بعد صار نائبا، ومقاتلا شرسا...وظل على وفائه لرفاق دربه هزاع وعبدالحليم وسليمان النابلسي..ظلوا على نفس النهج ونفس الوفاء للتراب والناس..
قالوا عنه، أنه أكثر الناس كرما..لم يغلق يده كان يبسطها دوما وظل رفاقه يقولون عنه: (اللي بجيبة صالح مش إلو ) مثلما يملك الرئيس تاريخا مشرفا لوالده، أظن أن نائب الرئيس يملك والده صفحات نقية أيضا في السياسة والحياة..
كان على النواب، أن يلتقطوا ولو قليلا من تفاصيل التاريخ وأن لايجعلوه حكرا على الرئيس وحده..فالفتى صورة أبيه وانعكاسها.
وفي النهاية ما زلت لا أعرف، هل يحب رجائي السلطة الناعمة أم الخيار باللبن مع المقلوبة؟
Hadi.ejjbed@hotmail.com