Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2018

هل انتصرت سوريا؟ - زياد الرباعي

 الراي - في احدى اعمالي التدريبية لصحفيين سوريين، قبل ثلاث سنوات تقريبا، كان الموضوع «التحليل السياسي «الذي مختصره قراءة الواقع والاحداث والمعطيات، بعيدا عن الحب والكره، والعاطفة والامل والحلم، والبحث بتجرد في نقاط القوة والضعف ثم دراسة للتحديات والفرص.

ورغم ان المشاركين تباينوا في افكارهم، وحبهم أو كرههم للنظام، الا ان محصلة تنائجهم كانت، ان النظام السوري باق، واقر على خلاصة تقريرهم النهائي ثلة من المحكمين، مستندين الى ان سوريا يحكمها نظام متماسك، حتى بعد وفاة الخلية الامنية الرئيسية، قاد العسكريون المعارك، ونجحوا الى حد بعيد باعادة التموضع والانتشار على الارض السورية، مستفيدين من تحالفات عسكرية قوية، مع روسيا وايران وحزب االله، رغم ان الاقتتال افقد سوريا السيطرة على 80 % من أراضيها لصالح قوات جلها ارهابي، جاء به المال والتدخل الخارجي من كل جهة.
ولعب الاقتصاد السوري دورا قويا، في الحفاظ على كينونة الدولة، فرغم فقدان الليرة السورية للكثير من قيمتها، واغلاق الحدود وحركة الاستيراد والتصدير، الا ان الرواتب والتقاعدات ودعم المواد الاساسية بقي قائما.كما بقيت مؤسسات الدولة تمارس مهامها، وكذلك الجامعات والمدارس، وطقوس الحياة الاجتماعية اليومية، ووقف الاعلام والدبلوماسية بكل قوتهم، الى جانب الدولة ككيان سياسي وجغرافي.
ورغم العثرات هنا وهناك، طيلة حرب استمرت سبع سنوات، وتكشف الاوراق، خاصة بالنسبة للمنشقين العسكريين وبعض السياسيين، واصحاب الخوذ الصفراء، الذين كان ثمنهم معروفا بالدولار–ولم يخف ذلك وزير خارجية عربي سابق–الا ان النهاية كما توقعت التحليلات، بقاء الدولة السورية، رغم وجود اكثر من 5 ملايين لاجىء في الجوار، خاصة في الاردن ولبنان وتركيا، وسقوط مئات الاف من القتلى، ومثلهم جرحى، عدا عن تدمير البنى التحتية والمباني التي تحتاج الى مئات المليارات لاعادة سوريا كما كانت.
قد يتوافق البعض على هذه الخلاصة، وقد يعارضها الاخرون ولا تعجبهم النهاية، كما هو الحال في الحوارات الصحفية التي جرت للمعارضين والموالين، فثمة من يقول ان الحرب تسببت بالكثير من الضحايا الابرياء، وتهجير الملايين، فهناك من يقول ان الدولة السورية بنظامها القائم، حافظت على وحدة سوريا واراضيها، فاكثر من 20 مليون مواطن ما زالوا يقطنونها، وكل ذلك لا يمنع من التفكير باعادة انتاح سوريا الديمقراطية، بكل ما في الكلمة من معنى، الحرية والحزبية والتعديلات الدستورية، وانتخاب رئيس الدولة، فالقراءة المتأنية لمجمل الحياة السورية وتاريخها ومقوماتها، كفيلة باعادة المهجرين والمستثمرين والسياح، واعادة بناء الدولة، رغم صعوبات الواقع الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، واثر الحرب المدمرة، التي فرضت على الدولة وليس على النظام فقط .
ziadrab@yahoo.com