Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Aug-2022

مهرجان الفحيص «30» ندوة تحتفي بـ«حديثة الخريشا» أحد رجالات الأردن وبُناته الأوائل
 
ياسر العبادي
 
ضمن فعاليات مهرجان الفحيص 30، أقيمت يوم الاثنين الماضي ندوة تكريمية لشخصية المهرجان، الراحل حديثة علي عبدالله الخريشا، تحدث فيها: الأستاذ محمد داودية، ومجحم الخريشا، والدكتور أمين مشاقبة، في المتحف الكنسي بالفحيص.
 
افتتح الدكتور أمين المشاقبة الندوة، وقال: نحن في هذا المساء نلتقي لتكريم شخصية وطنية بارزة من رجالات الأردن والبناة الأوائل لنلقي نبذة عن حياة الشيخ المجاهد حديثة الخريشا، هو شيخ عشيرة الكعابنة من بني صخر، نشأ على حسن الخلق والأدب، ارتحل من بلاد الشام والعراق وسوريا بعشيرته، امتازت شخصيته بالحلم والحكمة والشجاعة وهو ذو كياسة وصاحب رأي ومشورة بعيدا عن الانفعال، وتميز بالهدوء الذي يصحبه توقد الذكاء، جواد كريم لدرجة السخاء دون منة ونجدة المحتاج، لم يبخل على احد بالمال حتى في سنوات المحل والقحط، وكان مضربا للمثل في أرجاء المنطقة وفي قدرته الفذة في حماية أحرار العرب من الظلم والاضطهاد ومدافعا عن حياض الوطن، من البناة الأوائل اشترك في معارك عدة، مثلما عمل ضد الحكم العثماني في صفوف الشريف الحسين بن علي وساهم في ثلاثينيات القرن الماضي في بناء قرية الأزرق، وسجن بسبب معارضته للحكم العثماني، كما كان من أول المتطوعين لنصرة فلسطين وساهم بدعم الثورة الفلسطينية بالسلاح عندما أرسل إليه شخصيات من فلسطين للمساندة والدعم منهم الحاج أمين الحسيني وأمين الغوري، وقام بإرسال سيارة مجهزة بالسلاح والذخيرة والمال.
 
وقال المشاقبة: يمكن لهذه الأبيات الشعرية التي قالها الخريشا أن تلخص موقفه من القضية الفلسطينية، وهي :»يا غوري ويا بحر الدين/ عيدو مال الحج أمين/ وهذه بقية الليرات/ منا هدية لفلسطين».
 
وقال الأستاذ محمد داودية رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور: إن أهم ما في هذا المهرجان هو أن يلتفت إلى هذا الزعيم الاستثنائي والنادر، ونحن هنا اليوم لنعدد أهم مزايا وسجايا هذا الزعيم، وإبراز العمق التاريخي للشخصيات الأردنية التي تجمعنا بالذكر، وذكر الخريشا هو جمال، وهو الذي أورثنا ذكر طيب نجتمع عليه، والخريشا هو من آوى ثوار العرب من سوريا ولبنان وفلسطين، ومن ضمنهم شكري القوتلي الذي أصبح فيما بعد رئيس سوريا، حيث كانت هذه البلاد واحدة لا حدود تفصلها وكذلك كانت قيادتها ورجالاتها، على قلب رجل واحد وبيت واحد، كما انه شارك في كل أحزاب وانتفاضات ومواجهات الأمة وابرز ما شارك فيه دحر الدعوة الوهابية وانتشارها وتوسعتها والتي انطلقت من السعودية والذين حاولوا الامتداد بها إلى جنوب الأردن، لكن الخريشا جمع العشيرة والقبائل حوله وتصدى لهم من عشيرة بني صخر وعشائر البلقاء وبني حميدة والعجارمة والعدوان، هذه العشائر العظيمة والتي علينا أن نحافظ على امتداحها وذكرها الطيب، وأكد داودية، على أن الخريشا ليس مجرد شيخ عشيرة بل هو زعيم عظيم من هذه الأرض العربية العظيمة فارس مقدام مقاتل ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي والتركي.
 
من جهته، تحدث جمال حديثة الخريشا، نجل الرحل، عن حياتهم الأسرية حيث كانت معيشتهم تشبه حياة الأردنيين في ذاك الوقت من حيث كرم الضيافة والنخوة وقضاء حوائج الناس، مشيرا إلى أن الشيخ حديثة كان أكثر ما يفرحه قدوم الضيف وكان موقعه بمنطقة الموقر، واستذكر قدوم الوفود من منطقة نجد متجهين إلى فلسطين، حين كان يأويهم ويهتم بهم طوال فترة مكوثهم في منازلهم، مجددا اعتزازه بوالده كواحد من الأردنيين الأوفياء للوطن والنظام.
 
من جهته، قال الوزير الأسبق مجحم الخريشا، إن الشيخ حديثة كان من المهتمين بالقضية الفلسطينية ومتابعة أخبار المناضلين واستقبالهم ودعمهم بالرجال، مضيفا أن والده كان يولي الجانب الإنساني أهمية كبيرة بحرصه على أن لا تراق نقطة دم واحدة بين أبناء العشائر الأردنية حفاظا على اللحمة الوطنية.
 
وبين حفيده الشيخ ماجد علي حديثة الخريشا إن ما وصلنا ممن عاصروه بأن جده كان رجلا بمنتهى التقوى، وصاحب دين حريصا على اتفاق أبناء العشائر وابتعادهم عن الاقتتال فيما بينهم، حتى أنه كان يتدخل للإصلاح وحل قضايا في الجزيرة العربية.
 
وختمت الأمسية بتكريم شخصية المهرجان لهذه الدورة والمشاركين في الندوة من قبل إدارة المهرجان.