Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2017

وعد بلفور.. ومئة عام من الظلم! - ناديا هاشم العالول

 الراي - كما يقولون لكل بداية نهاية إلا أن الظلم كما يبدو ليس له آخر فحباله طويلة متشعبة وهمّته تضاهي كلَّ خير، فيد الظالم معروفة بتفانيها لترعى الظلم لحظة بلحظة، ولعل أكثر الوعود ظلما مرورا بتاريخ الأفراد والجماعات والدول هو «وعد بلفور» الذي لم تخلِفْ فيه بريطانيا على الإطلاق بوعدها الحركة الصهيونية بانشاء وطن قومي لليهود بفلسطين والذي سرعان ما تحول الى مشروع جدّي قلبا وقالبا منفذة اياه على ارض الواقع ليقوى ويتجذّر ويفرّع ملقيا بحصاده الظالم بكل مكان.

 
قد يبدو مقالي متأخرا ما باليد حيلة فالكاتب الأسبوعي له خياران اما الكتابة قبل المناسبة او بعدها وقلّما تصدف بيومها!
علما بأن كتابتي لهذه المقالة بالذات ليس للحاق ببقية مَنْ كتبوا عن «وعد بلفور» وليس لتكرار ماقيل سابقا ولاحقا عن «الثاني» من تشرين الثاني كمناسبة تكررت بتاريخ معين وبصبغة كلامية مشتركة صبغت كل احاديثنا في ذكراه من كل عام منذ ان كنا على مقاعد المدارس الابتدائية، ونحن نسمع ونشارك بالخطابات الرنانة ومواضيع الإنشاء الطنّانة المتمحورة حول وعده – بلفور- الذي قطعه على نفسه وبلده بريطانيا لإيواء المهاجرين اليهود من أصقاع اوروبا وزرعهم بقلب فلسطين بعد قتل وطرد وتشريد السكان الأصليين.
 
فإحياء ذكراه يعني محاولة من جانبنا لتكثيف الأمل باسترجاع الحق بين الأجيال مع ان التجارب تؤكد على أن ايّ امل لا يقترن بعمل سيتحول الى وهم.. بل إلى سراب يتبخر كلما اوشكنا على الوصول إليه..وليس اي عمل بل المتقن وهنا مربط الفرس.
 
فمن وجهة نظرنا المتواضعة نستطيع القول بأن الندوات المتعددة ذات الصلة بندوة «الديبلوماسية: شكل من اشكال التفاوض» بمنتدى الفكر العربي فتحدث فيها كل من الدكتور محمد مصالحة ومعالي الدكتور ابراهيم بدران وادار الحوار معالي الدكتور محمد أبو حمور خلصت الى اهمية التسلح بالمعرفة والخبرات لإنجاح المفاوضات.
 
وشاركنا بعدها بندوة مشابهة: «مئوية وعد بلفور والقضية الفلسطينية رؤية مستقبلية» بجمعية الشؤون الدولية، تمحورت حول تاريخ وعد بلفور والحلول العسكرية والانتفاضات الفلسطينية.. مع تآكل الأرض وتقلصها تدريجيا.. لتتبعها مفاوضات سلمية.
 
لنضيف من جانبنا بأنها مفاوضات لم تسمن ولم تغن من جوع لعدم التزام اسرائيل بحيثياتها، ليحقّ لإسرائيل مالا يحق لغيرها مما ألحق ضررا بديموغرافية السكان الفلسطينيين، لمواظبة اسرائيل على انتهاك اتفاقية «جنيف» التي تمنع دول الاحتلال من العبث بالأرض المحتلة ارضا وسكانا ناهيك عن تجاهلها للقرارات والاتفاقيات الدولية الاخرى.
 
دارت هذه الأفكار بالذهن بينما كنت استمع لكوكبة من اصحاب الباع الطويل بالفكر والسياسة والتاريخ، حيث «أبحر كل ببوصلته فتحدث الدكتور علي محافظة بإسهاب عن تاريخ وعد بلفور والقضية الفلسطينية تبعه معالي الاستاذ عدنان ابو عوده شاملا بدوره المزيد من بعض تداعيات القضية التي عاصرها بنفسه، واستمعنا الى معالي الأستاذ طاهر العدوان الذي ركز على تغيّير الحدود والخرائط لفلسطين التاريخية والبلاد العربية من «سايكس بيكو» حتى وقتنا الحالي.
 
اختلفت ورقة معالي الدكتور مروان المعشر بابتعادها عن السرد التقليدي للحدود وخرائط تقسيم الأوطان مركزا على «الدولة المضمون» بالحقوق التي يريدها غالبية الشباب الفلسطيني عبر مقاومة سلمية بعد ان أعياهم الرحيل بين إخفاقات الحلول العسكرية والانتفاضات الشعبية وما بينهما من مفاوضات لم تفض نتائجها لشيء يُذكر.. مثل حركة ال «بي دي اس» التي تتولاها القوى المدنية الفلسطينية بنداء المقاطعة بمبادئه الثلاثة المتمثلة بمقاطعة اسرائيل حتى تفي بالتزاماتها: بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف عبر انهاء احتلالها واستعمارها لكل الأراضي العربية، وتفكيك الجدار والاعتراف بالمساواة الكاملة لمواطنيها العرب، ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين كما هو بقرار «194.» شاركنا بعدها بهذا الأسبوع الحافل «بمؤتمر اقامَه مركز القدس للدراسات السياسية بعنوان «الأردن في بيئة اقليمية متغيرة.. سيناريوهات المرحلة المقبلة «، أقل ما يمكن القول اننا امام مشهد «سوريالي» غارق بالغموض.
 
ومع ذلك حاول الضيوف العرب والأتراك والإيرانيون بالاضافة الى الأردنيين وضع النقاط على الحروف.
فأختارُ الجلسة المتماشية مع موضوع المقالة: «الأردن والصراع الاسرائيلي الفلسطيني.. نظرة للمستقبل واحتمالاته «تحدّث فيها من فلسطين معالي عزام الأحمد والنائب احمد الطيبي، بينما تحدث من الأرّدن معالي الدكتور امين مشاقبة وادار الندوة الدكتور نظام بركات.. فتمحور حديث «الأحمد» حول المصالحة بين السلطة وحماس، وركز «الطيبي حول دور فلسطينيي الداخل كعرب، وكمطالبين بحقوقهم المدنية ضد التمييز الذي تمارسه اسرائيل ضدهم من جهة اخرى.
واما «مشاقبة» فقد تحدّث عن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية حيث وجِّهَت له تساؤلات حول امكانية اقامة كونفدرالية مستقبلية بينهما.
جلسة زخمة اقترحنا بدورنا على المتكلمين الفلسطينيين ان تتبنى «السلطة الفلسطينية وحماس» المقاطعة كنهج مقاومة سلمية يستند للقانون الدولي ليكون بمثابة تهديد استراتيجي وأداة اخرى من ادوات استرجاع الحق المفقود!
 
hashem.nadia@gmail