عمان-الغد- رفض متمردو اقلية الروهينغا المسلمة في بورما تحول صراعهم مع السلطات والجيش هناك لخدمة الإرهاب العالمي، والجماعات المتطرفة وخصوصا بعدما رفض "جيش إنقاذ روهينغا أراكان"، دعوة منظمات متطرفة مثل "داعش"وتنظيم القاعدة المسلمين لنصرتهم.
"جيش إنقاذ روهينغا أراكان" أكد انه يحاول الدفاع عن أقلية الروهينغا المحرومة من الجنسية في بورما في مواجهة حملة اضطهاد ضدهم في هذا البلد الذي يعد غالبية بوذية، عدم وجود اية روابط له مع هذه المجموعات.
لكن هجماته في اواخر آب (اغسطس) اغرقت المنطقة التي تشهد أساسا توترات اتنية ودينية، في أزمة أكبر. ولجأ حوالي 380 ألفا من الروهينغا إلى بنغلادش المجاورة هربا من أعمال العنف منذ ثلاثة أسابيع.
وكتب "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" في بيان على تويتر "ليس لدينا اية علاقات مع تنظيم القاعدة أو تنظيم "داعش" أو أي مجموعة إرهابية دولية. ولا نرغب في أن تتدخل هذه المجموعات في النزاع في اراكان"، التسمية السابقة لولاية راخين في بورما حيث يتركز وجود الروهينغا.
ودعا تنظيم القاعدة هذا الاسبوع المسلمين إلى دعم الروهينغا ماليا وعسكريا. ووجه بيان حمل عنوان "أراكان تناديكم" تداولته حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي، "المجاهدين في بنغلادش والهند وباكستان والفلبين بالنفير الى بورما لنصرة إخوانهم المسلمين هناك وتهيئة ما يلزمهم من إعداد وتدريب لمقاومة هذا الظلم الواقع عليهم".
وأضاف "على الامة المسلمة ان تهب لمساعدة اخوانهم المسلمين في أراكان" لانهم "بحاجة لكل أشكال النصرة من مال ودواء وغذاء وكساء وسلاح".
لكن متمردي الروهينغا رفضوا بشكل واضح هذه المساعدة وطالبوا "دول المنطقة باعتراض ومنع دخول ارهابيين الى ولاية راخين" معتبرين ان دخولهم "من شأنه ان يفاقم الوضع".
ولطالما نأى جيش انقاذ روهينغا اراكان بنفسه عن المجموعات الجهادية في الخارج مشددا على ان مطالبه محلية وهي الدفاع عن النفس أمام موجة القمع التي تمارسها السلطات البورمية.
وأعلن جيش "إنقاذ روهينغا اراكان" وقف عملياته العسكرية الهجومية موقتا لتشجيع وصول المساعدات الإنسانية.
ولجأ حوالي 380 الفا من الروهينغا إلى بنغلادش منذ نهاية آب (اغسطس)، بحسب تقديرات الامم المتحدة. وما يزال هناك الآلاف على الطرق هربا من حملة قمع أطلقها الجيش بعد هجمات نفذها جيش إنقاذ روهينغا أراكان على مراكز شرطة في نهاية آب (اغسطس).
وتقول مجموعات حقوقية ان الجيش البورمي استخدم هجمات المتمردين ذريعة لمحاولة طرد الروهينغا البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة في بورما.
لكن الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي نفت هذه الاتهامات. وتعتبر الحكومة البورمية المتمردين "إرهابيين متطرفين" يريدون فرض الشريعة الإسلامية في قسم من ولاية راخين.
ويحذر محللون من أن معاملة الروهينغا والاعداد الكبرى من اللاجئين في بنغلادش يشكلان ارضية خصبة للجماعات الإسلامية لتجنيد عناصر منهم.
وطالب مجلس الأمن الدولي أمس بورما باتخاذ اجراءات "فورية" لوقف "العنف المفرط" في غرب البلاد.
وقتل أكثر من 400 شخص في المعارك وخصوصا من المتمردين، بحسب الجيش البورمي الذي يصفهم ب"ارهابيين".
ولقي اكثر من مائة شخص من الروهينغا مصرعهم اثناء قيامهم برحلة القارب الخطرة الى بنغلادش فيما انتشلت جثتان من على أحد الشواطئ أمس.
وتقول الأمم المتحدة إن ثلثي اللاجئين من الروهينغا هم من الأطفال وقد وصل مئات منهم إلى بنغلادش بعدما افترقوا عن عائلاتهم وسط دوامة العنف.
ونبه مسؤول في الأمم المتحدة أمس إلى أن على المجتمع الدولي أن يستعد لاحتمال "السيناريو الاسوأ" في أزمة اللاجئين الروهينغا والذي يتمثل في لجوء كامل الاقلية المضطهدة من بورما الى بنغلادش.
وتتعامل السلطات المحلية والمنظمات الدولية بصعوبة بالغة مع هذا الدفق من اللاجئين الذي لا يعرف ما اذا كان سيتواصل ام سيتراجع.
وقال محمد عبدي محمود مدير العمليات والازمات في المنظمة الدولية للهجرة "علينا ان نستعد للسيناريو الافضل، اي عدم وصول اي شخص اضافي. وعلينا (في الوقت نفسه) ان نكون مستعدين للسيناريو الاسوأ، اي وصول الجميع".
ويعبر ما بين عشرة آلاف وعشرين ألفا من الروهينغا يوميا الحدود بين بورما وبنغلادش في ظروف إنسانية مزرية.
وأضاف المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي في دكا "ببساطة، لا يمكن ان نتغاضى" عن حجم الازمة، داعيا الى "حل سياسي" للعنف الذي تشهده ولاية راخين في غرب بورما.
وقبل الازمة الاخيرة المستمرة منذ نهاية آب(اغسطس) في هذه الولاية بعد حملة دامية للجيش البورمي اعقبت هجمات للمتمردين الروهينغا، فان 300 ألف من الاقلية المسلمة كانوا موجودين في مخيمات مكتظة في بنغلادش.
ومع اتساع حجم النزوح، باتت الأمم المتحدة تتحدث منذ بضعة أيام عن حملة تطهير عرقي في بورما. وارتفعت اعداد الروهينغا الذين عبروا إلى بنغلادش هربا من العنف في بورما عشرة آلاف خلال الساعات الـ24 الماضية، حسبما أعلنت الأمم المتحدة امس، في حين اتخذت السلطات البنغلادشية اجراءات قضائية بحق مواطنين دينوا باستغلال اللاجئين بطلب نحو مائة دولار مقابل نقلهم بقوارب عبر الحدود في رحلة تكلف عادة 50 سنتا.
ووسط انعدام الانفراج في الأزمة التي استدعت إدانات دولية، قال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، جوزيف تريبورا، لوكالة فرانس برس إن عدد الروهينغا الذي عبروا إلى بنغلادش منذ 25 آب(اغسطس) بلغ 389 ألفا بحلول أمس.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الحملة العسكرية التي تشنها السلطات البورمية ردا على اعتداءات نفذها مسلحون من الروهينغا ترقى إلى تطهير عرقي. وأعربت الدول الـ15 في المجلس عن قلقها ازاء العمليات الأمنية في راخين ودعت إلى اتخاذ "خطوات فورية" لوقف العنف في بورما.
وكان المتحدث باسم سو تشي أكد أن الزعيمة البورمية لن تحضر اجتماع قادة العالم السنوي في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، من المتوقع ان يسلط الأضواء على معاناة الروهينغا.-(ا ف ب)