Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2017

العرب والتدخلات الخارجية - صالح القلاب
 
الراي - ما كان لهذه الأزمة أنْ تزداد تعقيداً لولا بعض التدخّلات الخارجية التي جاءت من خارج العائلة العربية فـ «الطبخة» عندما يكثر «عوّاسوها» وعندما تكثر الأيدي الممتدة إليها تزداد «إشتياطاً» وهذا هو ما حصل مع العديد من القضايا الملتهبة التي كان بالإمكان حلها في البدايات وبتبادل «تبويس اللحى» فالمشكلة السورية كان من الممكن حلّها في البدايات عندما كان الصراع داخلياً وعندما لم يكن كلُّ هذا التدخل الخارجي الوافد؛ الروسي والايراني والأميركي ومن كل الملل والنحلْ، ولم تكن هناك كل هذه التنظيمات المستوردة التي زاد عددها عن الثمانين تنظيماً.. حتى الآن وحتى هذه اللحظة.
 
ما ينطبق على هذه الأزمة ينطبق على الأزمة القطرية فالتدخلُ من خارج العائلة العربية كان بمثابة صبٍّ للزيت على النار، ويقيناً أنه كان بالإمكان إنهاء كل شيء لتصبح الأمور هدوءاً وسلاماً، وحتى بطريقة تبادل «تبويس اللّحى» التي هي لا تعيبنا والتي هي في حقيقة الأمر تدلُّ على كرم الأخلاق وعلى صدق المحبة بين الأخ وأخيه وحتى إنْ اتّسعت المسافات الجغرافية.
 
لقد اتضح أنه كان هناك مجالٌ لحلٍّ مبكرٍ لهذه الأزمة لو لم يكن هناك التدخل الإيراني العاجل، فإيران من مصلحتها أن يهتز الوضع الخليجي وأن يتشظّى الوضع العربي، وهنا فإنه بالإمكان الجزم وبكل راحة ضمير أنه لم يكن بإمكان إيران أن تصبح عملياً محتلة لدولتين عربيتين، هما العراق وسورية، وأن تلعب بالأوضاع العربية كلها وعلى هذا النحو لو لم يكن كل هذا الإضطراب الذي ضرب هذه الأمة العظيمة في السنوات الاخيرة ومع بداية الألفية الجديدة وفي الذكرى المئوية الأولى لاتفاقيات (مؤامرة) سايكس بيكو القذرة والحقيرة.
 
إنَّ ما زاد تفاقماً بالنسبة للأزمة القطرية وعلى هذا النحو الخطير جداً، وإنَّ ما عطّل الوساطة العربية وإنْ مؤقتاً هو أن تركيا قد دخلت وعسكرياً على أزمة من المفترض أن تبقى عربية – عربية كي يسهل حلها بطريقة العرب المعروفة، فهذا التدخل التركي اشعر طرفاً أنه ليس مضطراً للإستجابة إلى متطلبات أشقائه وهو ما أشعر الطرف الآخر بأن إقامة قاعدة تركية في هذا الجزء من الخليج العربي هو إستفزاز وأكثر، مما زاد الأمور تعقيدا على تعقيد وجعل عقدة بالإمكان حلِّها بالأصابع لا يمكن حلها حتى بالإستعانة بالأسنان!!
 
وهكذا فإنه على العرب ان يستفيدوا من الدرس السوري ومن الدرس القطري وأن يدركوا إن استباحة قضاياهم من قبل الآخرين سيفرقهم أيدي سبأ كما يقال، وسيحوّل خلافاتهم حتى البسيطة منها إلى حروب بلا نهاية، والمعروف أن الطامعين بهذه الأمة أكثر ما يسعدهم أن تصاب بالتشظّي.. وبالشرذمة وهذا هو ما شجع هؤلاء على أن يأخذوا منّا لواء الأسكندرون والأحواز والجزر الإماراتية الثلاث..وأن تاخذ الحركة الصهيونية بدعم من الغرب الإستعماري فلسطين.. جوهرة الوطن العربي كله.