Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2018

إلى أين المفر؟ - م. فواز الحموري

الراي-  نشكو جميعا وعلى جميع المستويات من الضيق الشديد وعدم الراحة ونسأل: إلى أين المفر ؟! ، نسير في شتى الاتجاهات ونتوق شوقا إلى الملجأ الحقيقي للشعور بالرضا والاطمئنان عبر محطات الراحة الآتية:

(1) تعطر أيامنا هذه الفترة ذكرى الإسراء والمعراج ونقف عندها علنا ندرك الظروف الصعبة التي ألمت برسولنا الحبيب محمد؛ توفي عمه وسنده ابو طالب ، ومن ثم زوجته خديجة وضاقت
عليه الدنيا وحزن لذلك ولكن االله سانده وأيده برحلة إيمانية الكل يعرف تفاصيلها ومعانيها، فر رسول الحق إلى االله فنجا من الغم والحزن وأكرمه االله بمعنى الارتحال من ضيق الدنيا إلى سعة الإيمان.
للإسراء والمعراج دلالات وعبر ودروس كثيرة تكفي للإيمان الصادق باالله وانه مفرج هموم النفوس وانه الملجأ الذي لا يخيب من يرجع إليه في كل صغيرة وكبيرة. وللتذكير، فرضت الصلوات الخمس أثناء الإسراء والمعراج وفي ذلك سر الفرار إلى االله الدائم والرجوع إليه في كل حين.
(2) قبيل صلاة الجمعة وفي مسجد الزميلي شب حريق سرعان ما تم إخماده بتكاتف الجميع ومن رجال الدفاع المدني ، وللحقيقة فان خطيب الجمعة في المسجد كان له الأثر الطيب في تعميق روح الفرار إلى االله والعودة لإتمام صلاة الجمعة وتكرار الحمد على نعمة إنقاذ االله للمصلين.
كرر الخطيب الشيخ أسعد الكحيل بعباراته المؤثرة وأسلوبه الحماسي الطلب من الجميع الفرار إلى المسجد والاحتماء ببيت االله ، انهمر الدمع من العيون للموقف وعادت الحياة إلى طبيعتها وادى من تبقى في المسجد صلاة الجمعة فكان ذلك إجابة واضحة وصريحة عن سؤال البحث عن المفر لا محالة.
(3) حين تقع المشاكل والأزمات لا بد من الرجوع والفرار إلى الأهل والى الأب والأم على وجه الخصوص للتباحث والمشورة واتخاذ القرار المناسب، كم نحتاج للرجوع إلى الأب والأم في كل أمر وشأن والجلوس معهما أكثر وأكثر ؛ فإليهما المفر من زحمة الحياة وتعقيداتها ومشاكلها التي لا تنتهي فيما يبدو أبدا !
(4) مع متاعب الحياة اليومية ومشاغلها وزحمة مواعيدها ، لا بد من الفرار إلى لحظات التأمل والخلود إلى الذات والبعد عن التكنولوجيا بعيدا إلى برعم يتفتح أو عصفور يزقزق أو قطة تداعب صغيرها أو لمنظر الشروق ومنظر الغروب وحتى منظر الغيمات في السماء أو الاستماع للحن جميل أو أي فعل يبعث في النفس شحنات من الأمل والرجاء والهدوء والراحة.
هذه الفترة من الربيع، ثمة العديد من أزهار الورد تتفتح وتلون الدنيا بألوان بهية وجميلة، لعل النظر إليها فقط يفرح ويبعث في النفس البهجة والفرار إلى لحظات من السعادة الرائعة !.
(5) قراءة كتاب والعيش مع الصفحات فرار مناسب للشعور بالراحة والاطمئنان بتغذية الروح بزاد لا ينقطع ورصيد لا ينضب ، فالى الكتاب والفرار إليه دوما وعن سبق إصرار وترصد تكون الإجابة الشافية من كل علة وداء !.
(6) التواصل الحقيقي مع الأعزاء والأصدقاء وسيلة أخرى للفرار إلى صدق وإخلاص العلاقة المميزة والخالية من أي مصلحة، كم سعدت قبل فترة بالتواصل مع المربي الفاضل والباحث العلمي المثابر الاستاذ حيدر مدانات والذي ما يزال يبحث عن المعرفة والعلم ويقدم الكثير وعبر الوسائل الممكنة لتشجيع البحث العلمي البحت وما زال متحمسا للعطاء دون حدود ، انه الفرار الأنسب والتواصل الأفضل مع العلماء وأصحاب العقول النيرة ومع أمثال استأذنا في مدرسة ضرار بن الازور ومدرسة الحياة ، طبت وطابت أبحاثك استأذنا الفاضل.
(7) عند الضيق، ثمة فرار خاص للدعاء والابتهال والاستغفار وطلب العون من االله بيقين راسخ أن الإجابة متحققة وان الطلب مستجاب مهما بلغت الحاجة درجتها ومهما عظمت الخطيئة وكبر الذنب وحلكت الظروف واشتدت.
انه الدعاء..انه الدعاء..لندعو ونفر مخلصين بذلك وبشكل مباشر الى من جلت قدرته ووسعت..لندعو
موقنين بالإجابة.
(8) نردد بعض ما جاد به الشاعر محمد إقبال طلبا للفرار من نوع خاص: كلام الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء « هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضاء ومعدنه ترابي ولكن جرت في لفظه لغة السماء لقد فاضت دموع العشق مني حديثاً كان علوي النداء فحلق في ربى الأفلاك حتى أهاج العالم الأعلى بكائي «.