Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Oct-2019

مبروك للمعلمين ومطلوب اعتذار نقابتهم*حمادة فراعنة

 الدستور-أنجز المعلمون مُرادهم وحققوا طلباتهم وأثبتوا جدارتهم في التماسك والوحدة والانضباط وهو الدرس الأول الذي أوفوا فيه لأنفسهم ولا شك أنهم تركوا أثراً للقطاعات المهنية وللشرائح الاجتماعية الأخرى كي يستفيدوا منهم، ودرسهم الثاني أن دوافع الإضراب مطلبي مالي اقتصادي ذات مردود اجتماعي، فسجلوا أطول إضراب لدوافع غير سياسية، بل لمطلب حقوقي، وحوافز مالية، وهو تطور نوعي في الوعي الأردني، لأن الإنسان الذي لا يملك شجاعة الدفاع عن حقوقه لا يملك شجاعة الدفاع عن حقوق الآخرين، والدرس الثالث أن أدوات الاحتجاج بقيت مدنية سلمية حضارية وهذا يُسجل لهم رغم الخروج عن النص لدى قلة من بعض المعلمين، باستثناء يوم الخميس 5 أيلول الذي وقع فيه الاندفاع من المعلمين، وردة الفعل من قبل أجهزة الأمن، مما يدلل أن الفعل المدني السلمي الحضاري أعطى نتائجه الإيجابية على عكس الانفعال والتطرف والخروج عن النص الذي يُولد ردود فعل سلبية .

أسوأ ما في الإضراب هو تأثر طرف ثالث وهم: الطلبة وعائلاتهم لا ذنب لهم أن يُحشروا في خانة الخيار الضيق بين المعلمين والحكومة، وهم الذين دفعوا الثمن، ثمن قبضوه المعلمين وأصروا عليه، ثمن مالي بزيادة العلاوة وثمن معنوي بالاعتذار من قبل رئيس الحكومة، والذين دفعوا الثمن خسروا ويستحقون التعويض المعنوي الأدبي الأخلاقي من قبل نقابة المعلمين، لقد تجاوزت النقابة كل الحدود المسموح بها ضد عائلات مليون ونصف المليون طالب، أربكت حياتهم وحمّلتهم مسؤوليات لا ذنب لهم فيها ولها وعنها ! .
نقابة المعلمين ارتكبت خطأ بحق الطرف الثالث، لم نكن نرغب الحديث عنها خلال الإضراب، خشية تأليب الحكومة أو إعطاء الانطباع الخاطئ أننا مع طرف ضد آخر فالحكومة لكل الأردنيين، والنقابة تمثل قطاعاً مهنياً محترماً لقطاع مُقدر من الأردنيين، أما اليوم وبعد الإنجاز واستخلاص الدروس والاستفادة من تجربة الإضراب علينا أن لا نسكت، لأن إضراب المعلمين أشبه بالطبيب والمستشفى الذي يرفض معالجة المريض تحت حجة التوقف عن العمل، ولذلك كان يستوجب على النقابة ممارسة الإضراب والاعتصام والاحتجاج بعيداً عن أذى الطلاب وعائلاتهم، إضراب يومي لعشر دقائق، إضراب عن حصة يومياً، إضراب يوم كامل في الأسبوع، اعتصام بعد الدوام على حسابهم من وقتهم وليس على حساب الطلاب وعائلاتهم.
لقد خطف المعلمون المدارس مثل الذي يخطف طائرة احتجاجاً على ظلم أو المطالبة لإحقاق قضية عادلة، ولكنه يرتكب جريمة بحق الركاب المظلومين الذين لا ذنب لهم بجرائم هوية الطائرة أو أصحابها!!
مضى الإضراب على خير، وتحققت للمعلمين مطالبهم المالية المشروعة التي سعوا لها، ولكن ستبقى الفجوة التي لن يعوضها تغطية دروس أو تعويض أوقات الطلاب، بل تقديم اعتذار علني واضح من قبل النقابة التي خطفت الطرف الثالث: الطلاب وعائلاتهم عن غير حق.