Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2018

دور المواطن والمؤسسات في الوقاية من التطرف - د. اسمى الشراب العبادي

الراي -  المواطن هو العنصر الاساس في مواجهة التطرف من خلال وعيه ومشاركته الفاعلة في بناء وطنه حيث يقوم بالدفاع عن الوطن والتضحية في سبيله، والدفاع عن مكتسباته الثقافية والتاريخية، والمشاركة في بنائه وتطويره بالعلم والمعرفة والابداع و محاربة التعصب، والطائفية.

وللمؤسسات التربوية دور مميز في اعداد الفرد نفسياً واجتماعياً ووجدانياً بغرس قيم الوطنية ومفاهيم المواطنة، فتعتبر الاسرة المؤسسة التربوية الاولى التي تساهم في صقل شخصية الفرد وتنمية قيم الوطنية والولاء والانتماء ليكون مواطنا صالحا قادرا على مواجهة الفكر المتطرف بتعزيز العلاقات الاسرية التي تحكمها اسس المحبة والتسامح والديمقراطية واحترام الاخر، وتنمية روح المسؤولية والقانون واعداد افراد الاسرة لحل المشكلات بالطرق القانونية، وتعريف الابناء بالانجازات والشخصيات الوطنية التي ساهمت في بناء وطنه.
اما المدرسه فتؤدي دورها التربوي باعداد المواطن الصالح بغرس روح المواطنة والقيام بالتنشئة الدينية والوطنية والاخلاقية للطلبة من خلال المناهج الدراسية والبرامج الهادفة، بحيث تم دمج الطلبة في نسيج اجتماعي من خلال اقامة الاحتفالات الوطنية والرحلات المدرسية وتنمية الممارسات الديمقراطية وتقبل الاخر من خلال البرلمان الطلابي، وتعزيز احترام القوانين والانظمة والانتماء وتنمية شخصية الطالب بصورة متكامله ومتوازنة من خلال مجموعة من الاهداف المعرفية والمهارية والوجدانية.
وكان وما زال للجامعات دور مهم في اعداد وصقل شخصية الفرد ليصبح مؤهلاً لدخول سوق العمل، ولايقتصر دور الجامعات على الجانب المعرفي بل يتعداه لتعزيز قيم المواطنة والانتماء والولاء بطرح مساقات تعليمية تعزز الروح الوطنية، وعقد المؤتمرات والندوات التي تدعو لتحقيق مبادئ الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف، و تعميق مفاهيم الوطنية والديمقراطية بالانتخابات الطلابية وتشجيع الاعمال التطوعية، واجراء الدراسات والابحاث العلمية المتخصصة وتحديد ساعات دراسية لخدمة المجتمع.
وتؤدي وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في تشكيل اتجاهات الافراد ومواقفهم تجاه القضايا المختلفة حيث تؤثر في ثقافة المجتمع نظراً لانتشارها الواسع وتعدد مصادرها وسرعة وصولها للناس، ويتمثل دورها في مواجهة التطرف باعداد برامج ثقافية وشبابية لنشر قيم الولاء والانتماء، واظهار حقيقة الاسلام ثم تشجيع المفكرين والمبدعين لاعداد برامج ومسلسلات تدعو للوسطية والتسامح، واشراك الشباب في اعداد البرامج الاذاعية والتلفزيونية.
وكان جلالة الملك عبد االله الثاني اشار في خطابه في الامم المتحدة الى اهمية دور الاعلام
في مواجهة التطرف حيث قال:
"علينا أن نُعظّم صوت الاعتدال، فمن أعظم المفارقات العجيبة في زماننا هذا أن تستغل الأصوات المتطرفة وسائل الإعلام الحديثة لنشر الجهل! علينا ألا نسمح بأن تُحتَكَر شاشاتنا وموجات الأثير وشبكات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل من يشكلون الخطر الأكبر على عالمنا، وعلينا أيضا أن نزرع في وسائل إعلامنا، والأهم من ذلك، في عقول شبابنا، الاعتدال ونقاءه". ولا نغفل دور المؤسسات الدينية في توعية افراد المجتمع بمخاطر التطرف وكيفية الوقاية منه ومواجهته، حيث تقوم المساجد بدور فاعل في توعية افراد المجتمع بمخاطر التطرف عن طريق تأهيل الدعاة والائمة والخطباء لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال، وعقد دورات وملتقيات للواعظين والواعظات في مختلف المحافظات، وتأهيلهم لنشر قيم التسامح والمحبة في الخطاب الديني وتعزيز مفهوم العيش المشترك بين اتباع الديانات..
وقد اكد جلالة الملك عبد االله الثاني في خطابه في 22 كانون الاول عام 2015م بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد حيث قال:
الحمد الله في هذا البلد المعطاء لم يعرف مجتمعنا الفرقة ابداً فنحن جميعاً نعيش في ظل المواطنة التي تجمع ولا تفرق، ونؤمن ان المسيحيين العرب هم جزء اصيل من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وشريك رئيسي في بناء الحضارة والثقافة التي نعيشها وفي الدفاع عن الاسلام منذ معركة مؤتة.
ونحن نؤكد حديث جلالة الملك بان الاردن خال من حركات التطرف اذا تم مقارنته بغيرة من المجتمعات ونحن اذ نتحدث عنه من باب الوقاية والحماية بالرغم من ان التطرف وجد في المجتمعات البشرية منذ القدم، فهو ظاهرة بشرية عامة لا ترتبط بشعب او فئة أو دين.
حمى االله الاردن وحمى جلالة الملك عبد االله الثاني، وادام علينا نعمة الامن والامان.
asma_alsharab@yahoo.com