Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2018

مجالس شعبية لمحاربة الإرهاب - د. عبداالله محمد القضاة

الراي -  العشيرة مكون رئيسي من مكونات المجتمع المدني وهي من ثوابت الدولة الأردنية؛ والمعروف ان جميع الأردنيين بمختلف مكوناتهم وأديانهم ينحدرون من قبائل وعشائر؛ وعندما نتحدث عن العشيرة لابد من الإشارة ان كافة عشائر الأردن ذات امتداد تاريخي عبر ضفتي النهر؛ فلا توجد عشيرة في شرق الاردن إلا ولها امتداد غربه والعكس صحيح؛ كما أن المكونات الاخرى للشعب الأردني ذات تركيب عشائري سواء أكانت في البادية او الريف او المخيم أو المدينة.

وعند حديثنا عن مأسسة وتنظيم العشائر الأردنية؛ فإننا لا ندعو لعصبية جاهلية؛
وإنما نتحدث عن تنظيم اجتماعي عصري يعزز الترابط بين مكونات المجتمع الواحد؛ ويؤسس لمجالس شعبية منتخبة تمثل هذه المكونات وتشرف على إدارة امورها الاجتماعية وتضطلع بالدور الذي لا تستطيع الحكومة القيام به بفاعلية؛ او لتشكل رديفا لأجهزة الدولة لمنع استنزافها؛ وخاصة بالأوقات العصيبة؛ كالظروف الجوية او الأزمات الاقتصادية والخلافات الاجتماعية، والعمل الأهلي ومكافحة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وغيرها.
والتساؤل: هل يمكن فعلا مأسسة العشيرة، وما هي آلية تحقيق ذلك، ثم؛ ماهي الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتطبيق هذه المبادرة على الفرد والعشيرة والدولة؟!.
يمتاز الشعب الأردني بمستوى ثقافي يؤهله على تنظيم ذاته بعيدا عن الاعتمادية الرسمية، وعليه؛ تكون من السهولة بمكان عملية مأسسة مكوناته؛ وما نقترحه هنا:
تشكيل مجلس منتخب لكل عشيرة لمدة اربع سنوات؛ ويتم التوافق وتوثيق مهام المجلس وصلاحياته وآلية اختيار رئيسه وتشكيل اللجان الدائمة فيه وتعتمد الأمور التنظيمية بموجب ميثاق يصادق عليه أغلبية ابناء العشيرة، كون العشائر الأردنية بدأت تفقد دورها الحيوي التشاركي في إدارة شؤون الدولة كونها على الأغلب؛ تفتقد لشرعية قياداتها الذين تم تنصيبهم بصورة قسرية وعلى قاعدة"جوزك وان راد االله" !.
في القرى، البوادي، المخيمات التي تتكون من أكثر من عشيرة؛ يمكن أن يتشكل مجلس منتخب من مجموع المجالس المنتخبة، بحيث نجد مجلس القرية، مجلس المنطقة، مجلس الحي، مجلس المخيم، وهذا المجلس له رئيس منتخب ومكتب دائم من أعضائه ويمثل المنطقة التي أفرزته، ويكون له علاقة تشاركية مع أجهزة الدولة المعنية.
أما عن المهام التي يمكن أن تضطلع بها هذه المجالس؛ فلا تقتصر على الأمور العشائرية من عطوات وجاهات فحسب، بل تتعدى ذلك لتعزيز ثقافة المشاركة الشعبية وتحقيق التكافل الاجتماعي وتقديم الخدمة الاجتماعية وإقامة أو الاشراف على اقامة مشاريع تنموية لخدمة أبناء المنطقة، وهذا العمل قد يخلق فرص عمل او تدريباً للشباب، كما ستشكل هذه المجالس؛ إذا ما تم تنظيمها بطريقة مؤسسية؛
نواة حقيقية لتدريب المجتمعات المحلية على مبادئ الديمقراطية وتعميق الحوار الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية؛ كما أنها ستسهم في تنظيم العلاقة مابين الأهالي ومؤسسات الدولة وحتى مؤسسات المجتمع المدني في جوانب يتم التوافق عليها مع الجهات المعنية، والأهم من ذلك ستؤسس لعملية إصلاح اجتماعي وخاصة لدى الفئات المجتمعية الشابة والحد من الظواهر السلوكية السلبية بين صفوفها كالعنف والتطرف.
كما أنه وفي ظل المخاطر السياسية التي تتعرض لها المملكة يمكن أن تلعب هذه المجالس الشعبية المنتخبة دورا مؤسسيا فاعلا في حماية المجتمعات المحلية من الإرهاب والأفكار المتطرفة والتصدي للجماعات التكفيرية ورصد الخلايا النائمة؛ وبذلك نمتلك مؤسسات أهلية منظمة تشكل رديفا وشريكا استراتيجيا لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في توفير الحماية الاجتماعية للأمن الوطني الاردني.