Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2016

يديرون لنا الظهر - بن كسبيت

 

معاريف
 
الغد- تقرير مراقب الدولة عن جاهزية الجبهة الداخلية هو الاول في سلسلة الجرف الصامد، والتي ستضم أربعة تقارير ستنشر في الاسابيع القادمة. يبدو ظاهرا أن هذا هو التقرير الاقل جذبا. فالجبهة الداخلية لا تعني هنا أحدا حقا. اما أنا فبرأيي ان هذا هو التقرير الاهم بين التقارير الاربعة. فهو يكشف عن واقع مذهل لا يحرك فيه احد من اصحاب القرار ومن زعماء اسرائيل ساكنا كي يقلص عدد مصابي الحرب القادمة.
تكفي الحقيقة التي لا يمكن ادراكها في أن حتى الصلاحيات لم توزع بعد بشكل مرتب في كل ما يتعلق بالدفاع عن الجبهة الداخلية كي نفهم مع من نتعامل هنا. فهل تذكرون المشادة  العلنية والمضنية بين وزير حماية الجبهة الداخلية، جلعاد أردان، ووزير الدفاع موشيه بوغي يعلون؟ فقد فهم أردان في حينه المبدأ وأعاد المفاتيح منذ زمن بعيد، وبوغي نحي منذ وقت غير بعيد، ولكن شيئا في هذا المجال لم يتحرك. فلا جلسات كابنت، لا قرارات، والقرارات التي تتخذ لا تطبق، ولا فكر مرتبا، ولا أعمالا حقيقية لسد ثغرات التحصين. موضوع الجبهة الداخلية كله هو كما يبدو الابن اليتيم، المعوق والشاذ لكامل المنظومة. متى نتذكره؟ بعد أن تنشب الحرب مع حزب الله ويسقط هنا اكس قتلى وجرحى. عندها فقط سننفض الغبار عن التقرير، مثل سابقيه، ونندم على الخطيئة.
تصوروا ان المنظومة السلطوية عندنا كانت تبذل على مسألة الجبهة الداخلية ربع طاقتها التي بذلتها في السنة الاخيرة على مسألة عمونة و"قانون التسوية". من جهة، 40 عائلة صعدت الى ارض خاصة، ليس ببراءة (لا تولوا انتباها للاحابيل الاعلامية)، جننت الساحة السياسية والقانونية لسنوات. والان، بعد أن انتهى كل شيء، ترقص حول نايها كل الحكم في الدولة. من جهة اخرى، ملايين العائلات التي ستجد نفسها في يوم الامر تحت نار لظى الاف الصواريخ في اليوم، في الوقت الذي لا يزال لمليوني اسرائيلي لا يوجد ملجأ على مسافة معقولة. ولا شيء آخر جاهزا او مرتبا بشأن التحصين. عقيدة القتال، توزيع الصلاحيات، الاخطار، الرقابة وما شابه.
في السنوات الاخيرة تستثمر وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي غير قليل من المقدرات في الفهم النفسي لطبيعة المواجهة التالية. يعدون الجمهور لامكانية ان تكون حاجة لاخلاء البلدات، للجلوس في الملاجئ لايام او لاسابيع، لاحتمال كميات غير مسبوقة من الدمار، وربما أيضا عشرات، مئات ولا سمح الله الاف القتلى. يقولون هذا صراحة. إذن يا جماعة، حان الوقت للاعلان: نحن جاهزون نفسيا. فهمنا الامر. الان، لعلكم تجهزون ايضا ماديا؟ صفر، في هذا لم يفكروا. كل ما تبقى سيصفر بين صفحات تقرير المراقب الذي نشر أمس. عندما يأتي يوم الدين، سيسارع رئيس الوزراء الى امتشاق مقاطع معينة وغامضة من المحاضر "تثبت" بانه أخطر،  والذنب سيلقى امام بوابة الآخرين. كالمعتاد.
كلمة في موضوع قضية الغواصات. عندما كشف يوسي يهوشع النقاب في "يديعوت احرونوت" عن الحقيقة الرائعة بان الحكومة الايرانية شريكة في الشركة التي تبني لنا الغواصات، قالوا في وزارة الدفاع بداية ان اسرائيل لم تكن تعرف بذلك. إذن قالوا. اما أمس فتبين أن اسرائيل بالذات كانت تعرف بذلك، منذ 2004. وبشكل عام، كله هراء، ولا خطر أمنيا، ودعونا الان من هذه الغواصات.
حتى لو تركناكم يخيل لي انه يوجد هنا نوع من المشكلة. اذا كانت اسرائيل تعرف بان ايران شريكة في الشركة التي تنتج لها غواصات، وواصلت طلبها (بل وضاعفت وتيرة الطلبات...)، فان اسرائيل في واقع الامر ارتكبت مخالفة جسيمة على العقوبات الدولية التي فرضتها الاسرة الدولية على ايران. اسرائيل، التي بادرت ودفعت باتجاه هذه العقوبات بكل قوتها، وناشدت الجميع الانضمام اليها ونددت باولئك الذين لم يفعلوا ذلك، أثرت الصندوق الايراني بغير قليل من المال – مردودات الصفقات المختلفة مع شركة تيسنكوف، وقد فعلت كل هذا عن علم. كيف يتدبر هذا أمره مع الخطابات الملتهبة لبنيامين نتنياهو عن ايران، مع التحذيرات المدوية من مغبة أن يكون هناك من يعقد صفقات مع آيات الله، مع وقفة المحذر على الابواب والرمز الاخلاقي للعالم بأسره. هذا حقا لا يتدبر. ولكن ثقوا بالمحامي دافيد شمرون، فهو يجد السبيل لترتيب ذلك.