Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2013

تراجع هيبة ومكانة المعلم بين الانحراف المجتمعي وقصور في تطبيق القوانين والأنظمة

 

عمان - يعزو العديدون للظروف التراجع في النظرة للمعلم للمتغيرات الاجتماعية وانحراف في ثقافة المجتمع امتد خلال الأعوام الاخيرة قاد لقصور حيال المكانة المرموقة التي لطالما تمتع بها المعلم كأحد الأعمدة المهمة في منظومة التربية والقيم المجتمعية.
إلا أن البعض ورغم أنهم يعتبرون أن المعلم ما يزال يحظى بأهمية في المجتمع، رغم إقرارهم بتدنيها، يردون تراجع مكانته ومهنة التعليم والتي كانت في الأردن وفي العالم ككل من أرقى المهن لقصور في تطبيق القوانين والأنظمة والتعليمات داخل المدرسة. 
يقول نقيب المعلمين النائب مصطفى الرواشدة إن تراجع هيبة المعلم ليست بالقضية الجديدة بل تراكمية منذ عقود ماضية نتيجة لعدم الاهتمام بواقع المعلم وعدم اعطائه الحقوق الاساسية، وبالتالي أدى ذلك الى تراجع هيبة المعلم.
ويؤكد أن هناك مجموعة من التحديات والمشكلات التي أدت الى تراجع هيبة المعلم ومنها اختلال منظومة القيم الاخلاقية بالاضافة الى قصور التشريعات والقوانين الناظمة ما أسهم بدرجة كبيرة فى تراجع هيبة المعلم ومكانته. 
ويبين «أن وزارة التربية والتعليم لم تسهم عبر عقود بالنظر والالتفات الى مكانة المعلم بل كانت في محطات كثيرة عاملا اسهم في تراجع هيبته ومكانته، وبالتالي فهي معنية في تراجع هيبة المعلم وعليها مسؤولية كبيرة ولو دافعت عن المعلم ووقفت بجانبه عبر العقود الماضية لما وصلنا الى هذا الواقع ما يلزم عليها الآن النظر في التشريعات والقوانين وتعديلها بما يحقق استقرار العملية التربوية وحفظ مكانة المعلم وهيبته» .
ويضيف ان هيبة المعلم بدأت تعود تدريجيا مع مولد النقابة، ويشير إلى أن المعلم صاحب رسالة وكرامته محفوظة وعلينا ان نفكر باجراءات عدة حتى نعطي هذه المهنة الاعتبار ومنها يجب ان يكون هناك تعيين في وزارة التربية والتعليم للمعلمين الذين يتمتعون بالكفاءة والمؤهلات وإجراء مقابلات عدة لهم ومن ثم اختيار المعلم ولا بد من وجود تشريعات تحمي المعلم وتقديم امتيازات من شأنها أن تحفظ من مكانته داخل مجتمعه، بحيث يصبح ليس بحاجة للعمل الاضافي بعد الدوام.
وينفي الناطق الاعلامي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن بركات تراجع هيبة المعلم، ويؤكد أن تلك المكانة ما زالت موجودة، مؤكدا حرص الوزارة وسعيها الدائم لرفع مكانته وتحسين ظروفه الاقتصادية، مضيفا أن على المجتمع ان يعي قيمة المعلم كمربٍ للأجيال وأحد أعمدة النهوض بالمستوى الثقافي والعلمي للنشأ.
ويبين أن نظرة المجتمع للمعلم تختلف من زمن إلى آخر، لكن يبقى المعلم نمودجا وقدوة وبالتالي لا يمكن أن نجمع على تراجع هيبة المعلم.
ويرى أن جميع وسائل التوجيه الوطني تغيرت أدوارها بالمجتمع، ولم تعد المعلومة مقصورة على دور المدرسة والمسجد والإعلام، بل أصبحت بفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة متشعبة ويحصل عليها الطلبة بكل سهولة.
ويقول إن المعلم أصبح يتبع أساليب حديثة تتواءم مع التقدم العلمي والتكنولوجي ولم يعد الضرب طريقا علميا يتبعه المعلم لأن التعلم يكون بالقدوة والكلمة الحسنة والحوار.
ويوضح أن هنالك العديد من التشريعات الناظمة التي من شأنها تنظيم العلاقة بين المعلم والطالب وتحفظ من هيبته، ولا نسمح نحن بالاعتداء على المعلم أو على هيبته، وهناك اجراءات قضائية تتخذ بحق من يعتدي على أي معلم.
ويضيف أن الوزارة ليس لها أي دور في إنقاص هيبة المعلم بل هي تعطي التقدير والاحترام للمعلم وتنميه من خلال الدورات والتدريبات المستمرة في تخصصه واشراكه بالبعثات العلمية لإكمال دراسته العليا.
ويؤكد أنه لا بد من التعاون بين فئات المجتمع بأكمله لقيام المعلم برسالته النبيلة تجاه الأجيال الناشئة، وانه ليس مع النظرية التي تقول بأن «زمان لما كنا نشوف المعلم في الحارة كنا نفل» بل نريد معلما يعلم بالقدوة وينتظره طلابه بفارغ الصبر في القاعة الصفية، معلما يؤثر تأثيرا بالغا في طلبته ليصنع منهم شخصيات معطاءة مبدعة تدافع عن الوطن وتقوم على خدمته.
مدير إحدى المدارس الحكومية نافذ حماد يقول إنه أمضى في حقل التعليم ربع قرن من الزمان ووجد ان مهنة التعليم رسالة عظيمة يقوم بها أنبل الناس، مبينا أن من أسباب التغير في النظرة للمدرس، تراجع القوانين والانظمة الموجودة التي تحجم من دوره محملا وزارة التربية والتعليم المسؤولية في تراجع هيبة المعلم.
ويضيف أن «التعليم في المملكة يحظى بمكانة وسمعة عالية في المهنية والاحتراف لكن تنقصه القوانين والأنظمة التي تحكم العلاقة بين الطالب والمعلم، وإذا أعطي الصلاحيات من قبل الوزارة فان مكانته تعود الى ما كانت عليه، فالمعلم هو أب يحنو على طلبته حتى لو استخدم أسلوب العقاب غير المسيء لشخصية الطالب».
ويضيف أن العلاقة في الماضي بين الطالب والمعلم تقوم على المحبة والاحترام المتبادل، حيث يأتي الطالب للمدرسة لينهل من المعلم لانه المرجعية الوحيدة له، أما الآن فالوضع تغير فتعددت مصادر المعرفة نتيجة للتطور في التكنولوجيا الحديثة، بالاضافة الى الدروس الخصوصية، ما اثر سلبا على الطالب وعلى مسيرة الحصة وعطاء المعلم لطلبته.
ويرى المعلم إدريس القضاة أن هناك تراجعا في هيبة المعلم في المدارس عازيا ذلك الى عدة عوامل منها العامل الاقتصادي، فراتب المعلم لا يكفي لسد حاجته، بالتالي يؤثر ذلك نفسيا عليه وعلى عطائه للطالب، بينما يلعب العامل الاجتماعي دورا كبيرا، فالمعلم كان يُقدم في جميع الأمور حتى في تشكيل الوزارات وكان يحظى باحترام وتقدير، أما الآن فالنظرة للمعلم اختلفت وهذا ما جعل المعلم ينكفئ على ذاته.
ويضيف: كان المعلم المصدر الوحيد للمعرفة، أما الآن فتراجع دوره في مجتمعه نتيجة لدخول التكنولوجيا الحديثة، بالاضافة إلى الهامش الواسع من الحريات الذي كفلته الديمقراطية وتأثر الطلبة بوسائل الإعلام ما أدى الى تمادي وتجاوز الطلبة على المعلم.
ويقول المعلم رياض ست أبوها إن المعلم يتحمل بدوره جانبا من تراجع هيبته، وذلك عائد الى أسلوبه في التعامل مع طلبته فهو المسؤول عن اثبات شخصيته أمام طلبته فالطالب لا يتمادى مع المعلم صاحب الشخصية القوية.
ويشير المعلم محمود عبد الكريم إلى أن المعلم بحاجة إلى تدريب وتأهيل ليتمكن من تعليم الطالب وفرض شخصيته عليه، ويرى ان القوانين في الماضي كانت مع المعلم، إلا ان الموازين انقلبت فأصبح الطالب يتمادى على المعلم دون اتخاذ اي إجراء بحقه.
وتعزو المعلمة سناء الخطيب تراجع هيبة المعلم في المدارس لعدة اسباب منها التربية الخاطئة للأبناء، حيث يأخذ الطالب كل شيء يريده من والديه ويأتي إلى المدرسة ليمارس سلوكيات خاطئة ويفرض شخصيته على المعلم بدلا من أن يفرض المعلم شخصيته، فضلا عن التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على أفكار الطالب وجعله غير مبال وغياب حملات التوعية التي تعرف الطلبة بكيفية التعامل مع معلميهم، وايضا لا بد من معرفتهم للعقوبات التي تترتب على اساءتهم لأي معلم لكي لا يفكروا بالاساءة إليه.
وترى المعلمة تقوى العمري أن الجيل الحديث بحاجة الى الحوار لكن مع الحزم في التعامل، مشيرة إلى أن وسيلة الضرب ليست حضارية ولا تجدي مع هذا الجيل، وتؤكد أهمية إشراك المعلم بدورات، خاصة حديثي التخرج بالاضافة لمتابعتهم وايضا متابعة الادارة للمعلم وزيارته صفيا وتقييمه وتوجيهه من قبل المشرفين.
يقول الدكتور في علم النفس علاء صوالحة، ان هناك عدة اسباب ادت الى تراجع هيبة المعلم في المدارس منها عدم تفعيل القوانين والانظمة في المدارس وايضا نظرة بعض الأهالي للمدرس وعدم احترامهم لدوره ما نجم عن ذلك عدم احترام الطالب للمعلم وتماديه على حقوقه. 
يقول الطالب خالد جرادات إن نفسية الطالب جعلته يتمادى على استاذه، اذ كان الطلبة يسكتون حال دخول المعلم الى الصف، مضيفا انه لا يوجد حاليا عقوبات رادعة للطالب المستهتر، ويرى ان شخصية المعلم لها دور في إيجاد مكانة وأهمية له داخل الصف.
ويقول الطالب راشد النعسان إن المعلمين يقدمون لنا افضل ما عندهم وفي الوقت ذاته يتعاطفون مع الطلبة، والمعلم لا يستطيع ضبط أربعين طالبا أو اكثر داخل الصف. - (بترا)